اعتصام جك الـ283: لأسرانا المضربين عن الطعام وأبطال الدهس والطعن في القدس والضفة الغربية

August 18th 2015 | كتبها

الأسير محمد علان

ما يفعله الأسير المضرب عن الطعام محمد علان ورفاقه ليس أقل من صراع إرادات مع الاحتلال. فحتى السجون لم تعد تسعف العدو الصهيوني ليخمد ثورة الحرية في نفوس الاسرى، وكما كانت غزة كابوسا يؤرق “شارون” أصبحت الامعاء الخاوية القنبلة الموقوتة التي تنفجر تباعا في وجه الكيان الصهيوني وفي وجه قادته الأمنيين. وزير الامن الصهيوني يقول: “الأسرى معنيون بتحويل الإضراب عن الطعام لعملية انتحارية من نوع جديد يُهدّدون فيها (دولة إسرائيل)، ولن نسمح لأي شخص بتهديدنا ولن نسمح للأسرى بالموت في سجوننا”. وإننا نعتبر مثل هذا التصريح بمثابة هزيمة للعدو امام إرادة شعب قرر ان يواجه سجانه حين لم يجد سلاحا او مددا وحين تخذله التسويات التي اضاعت فلسطين وأهلها، وحين يحاصر مشروع المقاومة بين من ينسق أمنياً ومن يفاوض على هدن طويلة المدى مع العدو الصهيوني.

تتجاوز معركة الأمعاء الخاوية الاعجاب، وتتجاوز التنظير المعتاد عن صمود الشعب العربي الفلسطيني، فالحالة الملحمية التي يخوضها الاسرى الذين يفترض بالعدو انه اخرجهم من المعركة تشير الى ان المقاومة والثورة هي حالة عقلية ونفسية، وهي حالة واعية بالضرورة
لشروط المعركة وابتداءً إرادة تغيير شروط الحياة برمتها تحت الاحتلال، وفي سياق تاريخي انحدر بالقضية العربية الأولى الى مصاف الكماليات القومية للشعب العربي بفضل الربيع الصهيوني.

معركة دون إراقة نقطة دم يجد العدو نفسه عاجزا عن التأثير في مجراها، ويفرض الأسير الأعزل شروط هذه المعركة، دائما يعلمنا من هم خلف القضبان دروسا كلما عجزنا عن الاتيان باي فعل إيجابي وحينما نطرح السؤال المكرر ما العمل، يعلموننا بان اجتراح الحلول ممكن وانه هناك دائما شيئا نفعله في بوتقة الصراع التاريخي مع العدو الصهيوني، واجمل الأمثلة انتفاضة الشباب المقدسي عندما هداهم تفكيرهم الى النيل من العدو بالدهس، وحين نجد شباباً مستقلين في الضفة الغربية يخرجون ليطعنوا الصهاينة من حيث لا يدرون كل يوم. امام تضحيات هؤلاء الابطال كم يبدو سخيفا القول ان السياسة هي فن الممكن، إذ يثبت شعبنا كل يوم أن النضال هو فن اجتراح المستحيل.

ان اعتصامنا الأسبوعي “جك” خطوتنا الأولى نحو تحقيق الهدف وهو بطلان وادي عربة واغلاق سفارة العدو، ونحن في استمرارية جك لا نستغرب أن يطور شعبنا وسائله الى ابتكار يحقق الهدف بتوظيف الظروف المتاحة ليحقق النتيجة، لذلك نحن نتعلم عبقرية الاسرى والشباب المقادسة وشباب الضفة، لن ندعي البطولة ولكن نجزم على الأقل اننا التقطنا ترددات التحدي من خلف القضبان.

شارك بأطول اعتصام في تاريخ الأردن..

شاركنا في اعتصامنا الأسبوعي رقم 283، يوم الخميس العشرين من آب 2015، من الخامسة والنصف حتى السادسة والنصف مساءً، رفضنا لوجود السفارة الصهيونية في عمان، ومطالبتنا بإعلان بطلان معاهدة وادي عربة.

من أجل أردن خالِ من الصهيونية، شارك بالاعتصام الأسبوعي كل خميس على رصيف جامع الكالوتي في الرابية احتجاجاً على وجود السفارة الصهيونية في الرابية.

احتجاجنا ضد وجود سفارة العدو الصهيوني في عمان ليس موسمياً ولا عارضاً، وليس ردة فعل ضد المجازر الصهيونية فحسب.

“جك”

للمشاركة على فيسبوك:

https://www.facebook.com/nozion1/photos/a.117281655106912.23229.117138758454535/493202297514844/?type=1&theater

الموضوعات المرتبطة

المشكلة في مصطلح “حق العودة” – فيديو

المشكلة في مصطلح "حق العودة" - فيديو د. إبراهيم علوش https://www.youtube.com/watch?v=DJeio78DUdU للمشاركة على [...]

صدور كتاب مدخل إلى حرب المصطلحات

صدر في دمشق عن اتحاد الكتاب العرب كتاب "مدخل إلى حرب المصطلحات: سورية وفلسطين والعروبة أنموذجاً". الكتاب من تأليف د. إبراهيم ناجي علوش ومن تقديم د. محمد الحوراني، رئيس اتحاد الكتاب العرب، [...]

المشكلة في مصطلح “النكبة” – د. إبراهيم علوش

المشكلة في مصطلح "النكبة" - د. إبراهيم علوش للمشاركة على [...]

تنويه حول تصريح نسب لي زوراً

اكتشفت متأخراً اليوم مقالة في صحيفة "الخليج" الإماراتية تزعم على لساني كلاماً لم أقله. المقالة بعنوان "سوريا والتطبيع مع تركيا"، وقد نشرت في 20/1/2023، وفيها الفقرة التالية: (وفي تعقيب على [...]
2023 الصوت العربي الحر.