موقفنا: مع مسيرات العودة والشهادة على أرض فلسطين

April 6th 2018 | كتبها

لا يمكن لنا كقوميين أن نقف موقفاً وسطياً في أي مواجهة مع العدو الصهيوني، وعندما يكون هناك صدامٌ بين شعبنا والاحتلال الصهيوني، فإن التردد بأية ذريعة ليس مقبولاً، وكل حالة دهس أو إلقاء حجارة أو طعن تمثلنا، وكل عملية عسكرية ضد العدو الصهيوني هي خطوة للإمام، وكل خطوة باتجاه فلسطين، من الجولان أو غزة أو أي أرض عربية، هي خطوة حميدة لا سيما في مثل الظرف الذي تعيشه القضية الفلسطينية اليوم.

لسنا مع “حماس”، ولسنا مع “الإخوان المسلمين”، كما أننا لسنا مع السلطة الفلسطينية، وبالمطلق ضد التنسيق الأمني مع العدو الصهيوني الذي نعتبره عمالة وخيانة، وموقفنا واضحٌ على كل تلك الصُعُد، ونرى بأن “حماس”، لو كانت صادقة، كان بإمكانها أن تنخرط بعد مواجهات أعوام 2009 و2012 و2014 في صيغة مشابهة لاتفاقات نيسان 1996 التي سنتها المقاومة اللبنانية، والتي تحّيد المدنيين، مقابل الاستمرار في العمل العسكري، لكن ما جرى كان عملياً ورسمياً أقرب لانصياع لبرنامج التسوية مع العدو الصهيوني (وهم الدويلة الفلسطينية في الضفة وغزة، وتحييد للعمل المسلح بذريعة “حماية المدنيين”).

حسابات “حماس” في الحفاظ على السلطة في غزة بأي ثمن لا تغير من حقيقة ثابتة هي أن مسيرات العودة باتجاه فلسطين انطلاقاً من غزة (أو غيرها) هي عملٌ شعبي عربي فلسطيني يكرس البوصلة الصحيحة، ويثبّت الحق العربي الفلسطيني بالأرض، ويرسل رسالة للاحتلال بأن هذا الشعب مستعدٌ للاستشهاد على أرضه ولاختراق الحدود الوهمية التافهة بين ما احتل عام 48 وما احتل عام 67، ويعيد اتجاه البوصلة نحو فلسطين في وقتٍ تاهت فيه البوصلة العربية باتجاه تناقضاتٍ وهمية، وأن هذا الشعب مستعدٌ لتحريك بركة المياه الآسنة المسماة “ربيعاً عربياً” التي حيّدت قضية فلسطين، وأنه مستعدٌ لأن يموت عاري الصدر للعودة إلى أرضه، وأنه يستطيع أن يُسقط ما يسمى “صفقة القرن” في وقتٍ تتهاوى فيه القيادات كما أسقط كل المؤامرات التي تستهدف قضيته منذ بدأ الغزو الصهيوني لفلسطين في نهايات القرن التاسع عشر في ظل الاحتلال العثماني البغيض، وفي ظل الاحتلال البريطاني، وفي ظل الاحتلال الصهيوني مباشرةً أو بالوكالة.

الحديث عن “استشهاد مجاني” لا معنى له في سياق الحديث عن مسيرات العودة إلى فلسطين، وما هو إلا محاولة لتبرير الطاعة والسكوت، إذ تشكل مسيرات العودة إبداعاً شعبياً عربياً فلسطينياً، مثل العمليات المنفردة، الطعن والدهس وغيرها، يحرك السكون، ويملأ الفراغ الذي تركه تواطؤ البعض وتقاعس البعض الآخر، من أجل إعلاء اسم فلسطين في عدم “الربيع العربي”.

الشعب العربي الفلسطيني لا يلعب بالوقت الضائع، إنما يثبت حقه التاريخي بأرض فلسطين التاريخية، ويُعلي مشروعه النضالي في مواجهة مشاريع التفريط والإذعان، وعليه فإننا لا نعتبر مسيرات العودة، من غزة أو من غيرها، إلا استمراراً لمسيرة النضال العربي الفلسطيني منذ أكثر من قرن، “بالتقصيرة بالشبرية وبالمرتينة”، وعندما يتهاون الآخرون، فإن شعبنا يبتدع وسائله التي تُبقي القضية الفلسطينية حية في أصعب الظروف، وتلك هي عبقرية الإبداع الشعبي العربي الفلسطيني التي تتجاوز إي فصيل أو تنظيم.

باختصار، في أي مواجهة مع العدو الصهيوني، فرديةٌ كانت أم جماعية، لا يجوز الحديث عن “تضحية مجانية” أو “موت مجاني”، ونقف مع أي مقاوم مهما كان انتماؤه السياسي، ونقف مع أي مشروع مقاوِم، ونقف مع شعبنا عندما يقرر اجتياز العبور إلى فلسطين، ونعتبر أن ذلك هو أضعف الإيمان، وأنه رديفٌ للعمل المسلح، الذي لا يتحقق تحريرٌ من دونه.

مع مسيرات العودة، ومع كل عمل مقاوِم ضد العدو الصهيوني. ذلك هو الموقف القومي الحقيقي.

الموضوعات المرتبطة

فيديو: إلى أين تتجه الأمور في غزة ؟ د. إبراهيم علوش في مقابلة مع فضائية القدس اليوم التي تبث من غزة

فيديو: إلى أين تتجه الأمور في غزة ؟ د. إبراهيم علوش في مقابلة مع فضائية القدس اليوم التي تبث من غزة     فيديو: إلى أين تتجه الأمور في غزة ؟ د. إبراهيم علوش في مقابلة مع فضائية القدس اليوم [...]

فيديو: زيارة الرئيس الأسد إلى الصين واللجنة العربية وسورية

فيديو: زيارة الرئيس الأسد إلى الصين واللجنة العربية [...]

حديث في مصطلح “الوحدة الوطنية الفلسطينية” – فيديو

حديث في مصطلح "الوحدة الوطنية الفلسطينية" - [...]
2024 الصوت العربي الحر.