انتقل الوضع في سورية الآن إلى مرحلة خطيرة بدعم مفتوح من حلف الناتو ودول مجلس التعاون الخليجي والحركة الإخوانية والسلفية في الإقليم. فسورية اليوم تخوض معركة إقليمية ودولية تحشد فيها القوى المناهضة للأمة كل قواها، وتلقي بكل ما تملك في جعبتها من إمكانات سياسية وعسكرية ومالية واستخباراتية، ما عدا التدخل العسكري المباشر الذي تعتبر “المعارضة السورية” أن العالم خذلها لأنه لم يقم به…
ما يجري معركة ضد الجيش السوري، الذي قدم عشرات آلاف الشهداء والحرحى حتى الآن، ومعركة ضد بنى الدولة والمجتمع السوري، لمصلحة الطرف الأمريكي-الصهيوني وأذنابه في الإقليم. وفي مثل تلك المعركة يقف الجيش السوري حائلاً بين كل الإقليم وبين موجة ظلامية بلون البترودولار لم يشهد الوطن العربي مثلها منذ الاحتلال العثماني. ويقف رجل في عين العاصفة بكل عنفوان ورجولة. ولهذا اصبح عنوان معركتهم “تنحي الرئيس”، فالقبول بمثل هذا المطلب بات يعني الآن القبول بفرض الوصاية الأجنبية على سورية، وإعادة تشكيلها (أو تفكيكها) وفق الأجندة الخارجية.
ومن جهتنا يجب أن ندرك جيداً أن الوقوف مع سورية في هذه اللحظة يعني الوقوف مع بشار الأسد، والفرق بين سورية الأسد، وغيرها من الممالك التي سمت البلاد باسم عائلة، أن سورية الأسد ليست إقطاعية غربية، ولا دولة تابعة للخارج، ولا اسماً رسمياً لدولة يتم “تطويبها” باسم عائلة، بل موقف سياسي وعنوان لمقاومة قوى الهيمنة الخارجية في هذه اللحظة التاريخية في كل الإقليم.
أخوكم إبراهيم علوش
للمشاركة على الفيس بوك: