تسجيل صوتي مع إذاعة صوت روسيا حول روسيا والدول العربية (8 دقائق): توفير روسيا لخيارات بديلة على الساحة العربية سيضعف واشنطن

April 25th 2014 | كتبها

 

تسجيل صوتي مع إذاعة صوت روسيا حول روسيا والدول العربية (8 دقائق)

24/4/2014

 

إبراهيم علوش: توفير روسيا لخيارات بديلة على الساحة العربية سيضعف واشنطن

http://arabic.ruvr.ru/2014_04_24/271616672/

 

 

 النص أدناه يحتوي نبذات من المقابلة، ولا ينقلها حرفياً


حوار مع الكاتب والباحث السياسي د. إبراهيم علوش.

حاوره: فهيم الصوراني.

نص الحوار:

سؤال: دكتور إبراهيم أناقش مع حضرتك العلاقات الروسية العربية في الوقت الراهن، ولكن كمدخل إلى الموضوع استشهد بما قاله السفير الروسي السابق في المملكة العربية السعودية السيد أندريه باكلاناف بأن التردي الذي حصل في السنوات الأخيرة وأن العلاقات بين روسيا والغرب سيدفع روسيا إلى تعزيز وجودها وتمتين علاقاتها أكثر مع البلدان العربية، ورغم التباين في التوجهات والمواقف السياسية لدى مختلف البلدان العربية، هل تعتقدون بأن المرحلة الأخيرة شهدت نوعا من إعادة النظر بين بعض الدول العربية التي كانت متحفظة على تمتين علاقاتها مع روسيا في حين الأخرى حافظت على متانة هذه العلاقات؟

جواب: لا شك بأن ما يجري حاليا في الساحة الدولية من صعود لدول البريكس عامةولروسيا والصين خاصة يستتبع صراعا مع الولايات المتحدة الأمريكية وحلفالناتو، لأن مشروع الولايات المتحدة وحلف الناتو هو أحادية القطبية وأنتحكم الامبريالية العالم بدون شروط ولا قيود.   بالمقابل صعود روسيا والصينكدول مستقلة، حتى وهي لا تمتلك مشروعا اشتراكيا مناهضا للرأسمالية، ولكنتمتلك مشروعا نهضويا وطنيا أو قوميا مستقلا، هذا يضعها على مسار تصادمي معالامبريالية حتى لو لم ترغب في ذلك.  

 

أعرف أن الكثير من الروس ينزعجونمن إرث الاتحاد السوفييتي من ناحية استنزاف الموارد الكبير الذي تم في ظلالاتحاد السوفييتي، والذي كان يمكن أن يوجه لتحسين رفاهية المواطن الروسي،ولكن هذا الأمر لم يكن لروسيا فيه خيار، فصعود روسيا من أجلها ولمصلحتهايستتبع صداما مع الولايات المتحدة… بعد هذه المقدمة أقول لا شك بأن مثل هذاالصراع يتطلب من روسيا أن تبحث عن حلفائها الطبيعيين أولا، وأن تعزز وجودهافي الميادين الدولية المختلفة، ومنها طبعا المنطقة العربية… وعلى هذاالصعيد بالنسبة لسؤالك، لا شك بأن للدول العربية مصلحة في تعزيز العلاقة معروسيا، وبتنويع علاقاتها الدولية كي لا تبقى رهينة لحكومة الولاياتالمتحدة الأمريكية، ولكن هل لديها الجرأة والاستقلالية حتى تحقق تلكالمصلحة، ذلك هو السؤال، وأنا لا أعتقد بأن الدول العربية التابعةللامبريالية والتي لا تملك قرارها الاستراتيجي ستجرؤ على أن تتحدىالامبريالية الأمريكية لتحقيق علاقة مع روسيا.   حيث رأينا تحسنا كان ذلكلإرسال رسالة إلى الولايات المتحدة بأن ثمة خيارات أخرى، ألفت النظر هناللزيارة التي قام بها السيسي ونبيل فهمي لروسيا والزيارة السابقة لها التيقام بها وفد رفيع المستوى من روسيا إلى مصر والحديث عن صفقة أسلحة بملياراتالدولارات، هذا مؤشر مهم بأن مصر على درب الاستقلال وليس فقط مؤشرا مهمابالنسبة لروسيا.

بالنسبة للسعودية وحتى بالنسبة للكيان الصهيوني فالعلاقة مع الولايات المتحدة الأمريكية علاقة عضوية وإستراتيجية.  وإذا تم تحسين العلاقة مع روسيا فإن ذلك يكون نكاية بإدارة أوباما تحديدا وليس لاستبدال العلاقة مع روسيا بالعلاقة مع الولايات المتحدة… لذلك لا نستطيع أن نضع الجميع في سلة واحدة على هذا الصعيد، فلكل حساباته وبناء عليه لكل مقاييسه وعلينا نحسب حساب تلك المقاييس وتلك الحسابات.

سؤال: دكتور معروف منذ أزمة الخليج الثانية في عام 1991 ساد اعتقاد بأن روسيا لم تعد قادرة على حماية حلفائها أو ممارسة التأثي في قضايا المنطقة، لكن الموقف الروسي من الأزمة السورية جاء مغايرا للتوقعات ولربما أقرب إلى المواقف السوفييتية في زمن الحرب الباردة عندما كانت موسكو في مواجهة واشنطن لحماية مصالحها وحلفائها. موقف موسكو من الأزمة السورية ألا يشكل مؤشرا كافيا لبعض الدول التي تأخذ موقفا وسطيا في موضوع العلاقات مع روسيا من اتخاذ خطوات أكثر جرأةن وبالتالي الدخول في تحالفات أقوى ومد جسور جديدة مع موسكو، فحضرتك اشرت إلى مصر على سبيل المثال، ولكن فيما يتعلق بدول أخرى؟

جواب: لا شك بأن أسباب روسيا لحضورها في الساحة الدولية والإقليمية العربية سوف يشجع بعض الدول العربية التي لا ترتهن تماما للإدارة الأمريكية بأن تتخذ موقفا وسطيا أقرب إلى موقف روسيا، لكن هذا الحساب ينطبق على دول بعينها، ربما ينطبق على الجزائر مثلا، ولكنه لا يمكن أن ينطبق على دول ارتهنت ارتهانا كاملا للمشيئة الأمريكية، وعلينا أن ننطلق أولا من طبيعة النظام الذي نتحدث عنه في كل دولة عربية على حدة، وطبيعة خياراته بالنسبة لتحالفاته الدولية وتكوينه وبنيته وتوجهاته، ومن ناحية أخرى مدى توفر البدائل، وهنا يوجد عامل ذاتي في طبيعة النظام وعامل موضوعي هو وجود خيار بديل في الساحة الدولية هو الخيار الروسي والصيني، فتوفر العامل الموضوعي بحد ذاته هو شرط ضروري غير كاف لتحقيق المسألة التي تحدثت عنها، ولكن بجميع الأحوال إن توفير روسيا لخيارات بديلة في الساحة العربية سوف يضعف الوجود الأمريكي بأية حال من الأحوال، وسوف يعطي حتى الدول التابعة منافذ لعدم الرضوخ لبعض الشروط المجحفة التي يفرضها الأمريكيون وسوف يخفف من شروط التبعية من دون أن يلغيها.

 

سؤال: بعض الكتاب العرب رأوا بأن روسيا كان تقييمها سلبي للثورات العربية ولم ترحب بهذه الثورات ورأت فيها آثارا كارثية على المصالح الروسية بل وعلى المنطقة بأسرها، وحضرتك كمتابع لما يسمى بالثورات العربية والأوضاع عموما في المنطقة العربية فيما يتعلق بالرأي العام العربي، هل تعرض إلى نوع من إعادة النظر أو الموقف من روسيا بناءا على مواقفها من الأزمات الحاصلة في المنطقة؟

جواب: دعني أقول بأن هذه التهمة تلقى على روسيا من وسائل الإعلام ليست محايدة ومرتبطة بحسابات محددة خليجية أو أمريكية او غيرها.  لقد ثبت الآن بأن ما يسمى بالربيع العربي كان مخترقا إلى حد بعيد، إن لم نقل مفتعلا، وثبت بأن الحركات الإسلاموية استعادت تحالفها مع الأمريكان ضمن سياق ما يسمى بالربيع العربي، الآن تونس على سبيل المثال باتت ترحب بالسياح الصهاينة، وهذا تابع لزيارات متكررة قام بها الغنوشي لمعاهد صهيونية في واشنطن تابعة للوبي الصهيوني، وهناك أمثلة أخرى، ولكن النقطة هي أن ما يسمى بالربيع العربي ثبت بأنه كان مفتقدا لبرنامج ولقيادة مناهضة للامبريالية والصهيونية ولمشروع نهضوي وتحرري حقيقي بأن عوامل الاحتجاج كانت حقيقية ولكن تم تصريفها بمسارب غير ملائمة لمصلحة الأمة العربية، ما أردت قوله هو أن روسيا أثبتت بعد نظرها في موقفها مما يسمى الربيع العربي، والآن ثمة قطاعات متزايدة من الشعب العربي تدرك بأن هذا الربيع لم يكن إلا شتاءا قاحلا مظلما وقد أتى إلينا بظواهر ما قبل تاريخية، لا ظواهر نهضوية… على سبيل المثال حالة الدواعش وسفك الدماء والتخلف الشديد الذي يريدون أن يفرضوه على كل أبناء الأمة بكل طوائفها ومذاهبها، فالحقيقة قبل روسيا تشافيز رحمه الله كان لماحا في إدراكه بأن ما يسمى بالربيع العربي حتى في فترة مصر وتونس قبل وصوله إلى ليبيا كان يرى أمرا فيها أمراً غير مريح.

 

للمشاركة على الفيسبوك:

https://www.facebook.com/permalink.php?story_fbid=864760573541179&id=100000217333066&stream_ref=10

 

 




 

 

الموضوعات المرتبطة

فيديو: إلى أين تتجه الأمور في غزة ؟ د. إبراهيم علوش في مقابلة مع فضائية القدس اليوم التي تبث من غزة

فيديو: إلى أين تتجه الأمور في غزة ؟ د. إبراهيم علوش في مقابلة مع فضائية القدس اليوم التي تبث من غزة     فيديو: إلى أين تتجه الأمور في غزة ؟ د. إبراهيم علوش في مقابلة مع فضائية القدس اليوم [...]

فيديو: زيارة الرئيس الأسد إلى الصين واللجنة العربية وسورية

فيديو: زيارة الرئيس الأسد إلى الصين واللجنة العربية [...]

حديث في مصطلح “الوحدة الوطنية الفلسطينية” – فيديو

حديث في مصطلح "الوحدة الوطنية الفلسطينية" - [...]
2024 الصوت العربي الحر.