اعتصام جك الـ293: الذكرى 21 لمعاهدة وادي عربة الخيانية، ومع هبة الشباب في فلسطين

October 27th 2015 | كتبها

Kalouti1

ذكرت مواقع مختلفة أن 150 عاملاً أردنياً سيصلون الأسبوع المقبل إلى أم الرشراش العربية المحتلة (المسماة “إيلات”) للعمل في فنادقها لتنظيف الغرف وغسل الأواني، وأنهم سيكونون مقدمة 1500 عاملاً أردنياً سيعملون في أم الرشراش. وفي نفس الوقت، انكشف اتفاق رسمي مع الحكومة الصهيونية لتركيب كاميرات تعمل على مدار الساعة في المسجد الأقصى، وهو ما يعني اصطياد الشباب المدافع عن الأقصى لأن الحكومة الصهيونية، أو غيرها، لن يقوم بمعاقبة اليهود الذين يعيثون فساداً في الأقصى بحماية الشرطة والجيش الصهيونيين أصلاً. ويجري ذلك كله فيما تشتعل هبة شعبية شبابية في كل فلسطين المحتلة ضد الاحتلال الصهيوني، وفي الذكرى الواحدة والعشرين لتوقيع معاهدة وادي عربة.

إننا ندعو كل المناهضين للصهيونية في الأردن، بهذه المناسبة، للوقوف في اعتصام جك رقم 293 إلى جانب مجموعة من الشباب تدافع بلحمها عن عروبة الأردن وفلسطين في مواجهة حملة قمع أمنية غير مفهومة وغير مسبوقة بأي مقياس وطني في ظل ما يجري في فلسطين اليوم. ونأمل أن يكون رفيقنا المعتقل بندر الشريف قد أفرج عنه عند إقامة اعتصامنا والأربعة المعتقلين معه، ولا ننسى اعتقال الرفيق عبود نجم أسبوعين وتعرضه للتعذيب.

ونشير أن معاهدة وادي عربة كرست قانونياً صيغتين أساسيتين للعلاقة الأردنية-”الإسرائيلية”:

أولاً: السعي لتحقيق تكامل إقليمي، تبلور في خمس عشرة مادة من أصل ثلاثين تتألف منها المعاهدة، غطت كافة أوجه الحياة المدنية والاقتصادية بين الطرفين،

ثانياً: السعي لتحقيق تنسيق أمني وسياسي رفيع المستوى أصبح الأردن الرسمي عبره ملزماً بالتعاون ضد أي شكل من أشكال العداء ل”إسرائيل”، حتى لو كان ذلك على مستوى التحريض اللفظي فحسب، كما جاء مثلاً في المادة الحادية عشرة من المعاهدة.

ونذكّر أن المادة الخامسة والعشرين والسادسة والعشرين من معاهدة وادي عربة نصت على أنها تسمو على كل ما عداها، ومن هنا عبرت معاهدة وادي عربة عن اصطفاف إقليمي، وعن حلف سياسي، رسخ التبعية لا للإمبريالية الأمريكية فحسب، بل للكيان الصهيوني نفسه.

بهذا تحولت معاهدة وادي عربة إلى نهج، إلى مسار أو أنموذج، لا لمجرد اتفاقية هدنة مثلاً يتعهد فيها الطرفان بعدم الاعتداء على بعضهما.

ولم تأتِ معاهدة وادي عربة بأي فوائد للأردنيين كما زعم الذين روجوا لهم في حديثهم عما اسموه “سهم السلام”، إنما خدمت شريحة صغيرة محددة فقط عمقت نهج التبعية الاقتصادية الذي سوقته تلك الشريحة الاجتماعية المستفيدة منه. وكان ذلك اقتصادياً هو نفسه نهج وادي عربة، فالسياسة الداخلية والخارجية هنا وجهان لعملة واحدة. وكانت وادي عربة بذلك أحد عناوين إفقار الأردن ونهبه.

ويتجاهل كثيرون من دعاة الإصلاح الدستوري والديموقراطي في الأردن (وغيره) البند الثامن من معاهدة وادي عربة الذي ينص حرفياً على توطين اللاجئين. لذلك فإن تجاهل مشكلة اللاجئين، وبالتالي تجاهل التناقض الرئيسي مع الكيان الصهيوني، يحول المشروع الإصلاحي الديموقراطي-الدستوري المحض في الأردن فوراً إلى قناة لتصدير أزمة الكيان الصهيوني للأردن، على حساب الأردن وعلى حساب القضية الفلسطينية نفسها، لأن “الديموقراطية” هنا ستصبح تنافساً أردنياً-فلسطينياً على المواقع. فوادي عربة هي أيضاً مشروع للفتنة الأهلية في الأردن.

وبينما عاش الأردن تطوراً ديموقراطياً بين عامي 1989 و1993، على خلفية انتفاضة نيسان، فإن التدهور الديموقراطي، وقوننة الأحكام العرفية، كانا شرطاً لتمرير استحقاقات وادي عربة ولتكريس نهج التبعية.

لذلك فإن المشروع الديموقراطي، حتى لو اخذناه جدلاً بالمجرد وخارج سياق المشروع القومي العربي التحرري النهضوي كما يفعل كثيرون، لا يمكن أن يجد مداه الحيوي في ظل شروط التبعية للإمبريالية والصهيونية، كما أن الاستحقاقات القانونية للمعاهدة، وللعلاقة مع الطرف الأمريكي-الصهيوني، ستفرغ أي مشروع ديموقراطي من مضمونه، وستحول الديموقراطية إلى ديكور انتخابي لاستعباد الوطن ما دام مكبلاً بقيود المساعدات السياسية والقانونية وبشروطها. فلا حرية ولا ديموقراطية في البلاد المستعبدة للخارج، والتحول الديموقراطي في الأردن يقتضي التخلص من ربقة المعاهدة.

لهذا كله، ولأننا نعتبر المعاهدة الأساس القانوني للتطبيع ولإلحاق الأردن بالكيان الصهيوني ولإفقار الشعب ونهبه والتحايل على خياراته، فإننا نجدد في اعتصام جك رقم 293، بعد خمس سنوات وخمسة أشهر على وقوفنا على الرصيف معتصمين، مطالبتنا الأساسية بإعلان بطلان معاهدة وادي عربة التي وقعت في 26/10/1994، ومطالبتنا بإغلاق السفارة الصهيونية في عمان.

يتحجج بعض المضللين بالأردن ان هذه المعاهدة لم تأتِ إلا بعد ان وُقعت كامب ديفيد واوسلو من قبلها، وأنها نتاج لمباحثات شاقة واتصالات سرية بدأت منذ عام 1967، وان المعاهدة رئة للفلسطينيين، وأنها تدعى استراتيجيا “تثبيت العدو”، وغير ذلك من التخاريف… ونقول لهم أن خيانة احد الاطراف لا تبيح الخيانة للجميع، وأن رئة الفلسطينيين وتعزيز صمودهم لا يكون بدعم عدوهم وعدو الأمة أجمع بل يكون بمخاطبة العدو باللغة الذي يفهمها، لغة البارود والنار.

نقول لكم ان عروبة الأردن كما عروبة فلسطين لا مساومة حولهما وإن قبلتم أنتم ان تكون ام الرشراش إيلات فنحن لن نقبل، ونكررها لكم: لسنا بصدد المطالبة بتعديل المعاهدة أو استدعاء سفير أو طرد سفير، نحن ضد وجود العدو ابتداءا، وضد وجود اي تطبيع معه، وقد اثبتت الواحد والعشرون عاما الماضية انكم فشلتم انتم ومعاهدتكم في جعل العدو الأول للأمة العربية جارا طبيعيا.

للأردن أهلٌ يحمونه، مناضلون نجحوا في ابقاء حالة العداء مع الكيان الصهيوني ظاهرة وموجودة، مناضلون لم تضل بوصلتهم عن العدو الحقيقي، مناضلون يعرفون ان لا نهضة تبدأ إلا بإلغاء معاهدة وادي عربة، ويعرفون ان الأردن حرٌ مستقل عربي ذو سيادة، وهم مستعدون لبذل حياتهم في سبيل تحقيق هذه الغاية.

شارك بأطول اعتصام في تاريخ الأردن..

شاركنا في اعتصامنا الأسبوعي رقم 293، يوم الخميس 29 تشرين الأول 2015، من الخامسة والنصف حتى السادسة والنصف مساءً، رفضنا لوجود السفارة الصهيونية في عمان، ومطالبتنا بإعلان بطلان معاهدة وادي عربة.

من أجل أردن خالِ من الصهيونية، شارك بالاعتصام الأسبوعي كل خميس على رصيف جامع الكالوتي في الرابية احتجاجاً على وجود السفارة الصهيونية في الرابية.

احتجاجنا ضد وجود سفارة العدو الصهيوني في عمان ليس موسمياً ولا عارضاً، وليس ردة فعل ضد المجازر الصهيونية فحسب.

“جك”

للمشاركة على فيسبوك:

https://www.facebook.com/nozion1/photos/a.117281655106912.23229.117138758454535/515471971954543/?type=3&theater

الموضوعات المرتبطة

فيديو: إلى أين تتجه الأمور في غزة ؟ د. إبراهيم علوش في مقابلة مع فضائية القدس اليوم التي تبث من غزة

فيديو: إلى أين تتجه الأمور في غزة ؟ د. إبراهيم علوش في مقابلة مع فضائية القدس اليوم التي تبث من غزة     فيديو: إلى أين تتجه الأمور في غزة ؟ د. إبراهيم علوش في مقابلة مع فضائية القدس اليوم [...]

فيديو: زيارة الرئيس الأسد إلى الصين واللجنة العربية وسورية

فيديو: زيارة الرئيس الأسد إلى الصين واللجنة العربية [...]

حديث في مصطلح “الوحدة الوطنية الفلسطينية” – فيديو

حديث في مصطلح "الوحدة الوطنية الفلسطينية" - [...]
2024 الصوت العربي الحر.