حول ما يشاع عن الانسحاب الإماراتي من اليمن

July 21st 2019 | كتبها

منهات بن نوفان – لائحة القومي العربي/ اليمن

تتعدد دوافع الانسحاب الإماراتي من اليمن، وهي:

1 – صاروخ كروز المجنح،

2 – التهديد الجدي عبر دوائر ضيقة والذي حملته مصادر إلى الجانب الإماراتي بعد الرصد الدقيق لأماكن ذات أهمية استراتيجية داخل العمق الإماراتي،

3 – أحداث ممر هرمز وتحويل الإمارات إلى النسق الاول في أي حرب قد تحدث، وتواجد عناصرها داخل اليمن وما سينتج من تصفيه لهم،

4 – الأحداث السياسية الداخلية داخل الإمارات لجهة ظهور معارضة للحرب في اليمن داخل المؤسسة الحاكمة،

5 – الأحداث السياسية والعسكرية التي حولت المعارك إلى داخل العمق السعودي،

6 – انكشاف الجانب السياسي الذي تنتهجه الإمارات داخل المحافظات الجنوبية أمام السكان المحليين،

7 – تباين أهداف الحلف البغيض داخل اليمن، فالسعودية تريد شيئاً والإمارات تريد شيئاً آخر، فالإمارات تعتبر أن انسحابها يأتي بعد تجهيز قوات من المرتزقة الذين ينادون ويطمحون بالانفصال ستحل محلهم مما يمكن حكام الإمارات من إدارة الأمور عبر قادة المرتزقة واللعب بورقة الانفصال.

لكن كل ذلك ما كان ليدفع باتجاه الانسحاب وإعادة الانتشار لولا الأبعاد الأخرى في جبهة مقاومة العدوان التي استطاعت إدارة الأزمة باقتدار والاستفادة من التناقضات داخل حلف العدوان ومرتزقته، فأثبتت أن سياسة حلف العدوان في اليمن مبنية على أوهام وعجز وأنها أسفرت عن فشل كامل أتى من وحي الصمود والثبات والعزة بالقوة والمنطق التي ينتهجها حماة الوطن في الداخل المراهنين بالالتجاء إلى الله والاعتماد على النفس ما عدا ذلك.

لكن ما هو حجم القوة التي أعدها حكام الإمارات في جنوب اليمن، وهل هي ند حقيقي؟

الواقع أن حجم القوة التي أسستها الإمارات في المحافظات اليمنية الجنوبية مبالغٌ فيه، حيث تشير المصادر إلى قرابة الـ 90 ألفاً تشكيلاتها من المرتزقة الانفصاليين وبعض الأحزاب القومية المتعددة والاشتراكية وأصحاب المصالح الأخرى وهي قوى تعيش تناقضات مستعصية فيما بينها لا يمكن أن تتناغم تحت قيادة واحدة من جهة، ومن جهة أخرى يساعدنا في تفكيك تلك المجاميع الفشل الذريع في إدارة المناطق المسيطر في اليمن من قبل حكام الإمارات، فهذه القوة المشكلة إماراتياً ليست قادرة على المواجهة لأنها شراذم ممزقة تفتقد لوحدة الهدف والقوى الأساسية منها تتألف من التشكيلات التالية:

1 – الانفصاليون، وهم لا ينضوون تحت قيادة واحدة لأنهم متعددو التوجهات فمنهم من يريد الانفصال حالاً، ومنهم من يريد الانسحاب بعد الأقلمة (فرض تحويل اليمن إلى عدة أقاليم) ومنح حق التصويت بعد مرور خمس سنوات، ومنهم من ينتمي لحركة الانفصال لأسباب شخصية وجهوية ومصالحية ضيقة جداً …

2 – أحزاب تزعم إنها ناصرية أو بعثية لا يمكن أن تُحدث أي ضرر بمفردها، وتوجهاتها أقرب للنكاية والعَنَد للحوثي حسب زعمهم، وفي نفس الوقت إيجاد مكان لهم على الخارطة السياسية، لا سيما أن من يمثل تلك الأحزاب هم اشخاص وقيادات خسرت مواقعها وباتت تبحث عن نقطة ضوء على أسس طائفية ومناطقية.

3 – “الإخوان المسلمون” طبعاً قوة لا يمكن الاستهانة بها ويصعب تفكيكها كبقية المرتزقة الآخرين لكنهم في خلاف تام وشامل مع الأجندات الإماراتية وتلتقي في بعض الأهداف مع العدو السعودي كحالة مفروضة عليهم يجب التناغم معها حتى يحين الوقت الذي يسمح لهم بفرض أجنداتهم، وما يتفق عليه “الإخوان” مع العدو السعودي هو تعزيز المد الطائفي والمذهبي الذي يعملون على تأجيجه ليل نهار وكذلك اتهام إيران في الشأن اليمني الأمر الذي يلقى استهجان الداخل بشكل كبير يزيد من حشرهم في الزاوية مع مرور الأيام.

4 – القوة أو الفصيل الآخر هو فصيل طارق صالح الذي لا يمكن أن يكون متناغماً هو الآخر مع التوجه الإماراتي لما يحدث من استهتار بالإنسان اليمني والتآمر على الوطن في أجنداتهم التي يفرضها العدو الإماراتي، فالكثير من أعضاء هذا الفصيل يتمنى العودة إلى حضن الوطن، فهذا الفصيل انضم لقوى العدوان تحت مؤثرات مقتل الزعيم صالح حينها، وقد بدأ التوافد والعودة إلى صنعاء وفتح الباب أمامهم بالعفو العام . وهناك قسم آخر من فصيل طارق انضم لحلف العدوان تحت وطأة التأثير الاقتصادي الذي يعيشه الإنسان اليمني نتيجة الحصار الظالم فكان أملهم سد العجز الأسري لكل فرد منهم لكن ذلك لم يتأتى ولم يحصل نتيجة الاستهانة وعدم الثقة الخليجية بهم .

5 – أخيراً هناك جموع ما يسمى السلف (الوهابية) وبعض عناصر القاعدة الذين انضموا لحلف العدوان تحت تاثير مذهبي بحت ولتكفيرهم المجتمع اليمني الذي يخالفهم في التوجه والاعتقاد. أما تنظيم “القاعدة” بجميع تشكيلاته فينضوي تحت راية الجميع وله أهداف غير ما يعلن عنه سوآء للحليف الانفصالي أو الحليف المناطقي والطائفي والمذهبي أو الحليف الخليجي والأمريكي حتى..

أولئك هم مجموعة المرتزقة التي زادت من تبجح الإمارات والسعودية طيلة الأعوام الخمسة الماضية إذ توهمت في حينها بأنها ستحدث بهم ما يمكنها من الإمساك بزمام الأمور وتصدر المشهد العربي والدولي عندما تعلن “نجاح مهمتها في اليمن” خلال المرحلة الأولى من العدوان لكن ذلك لم يحدث. باختصار، إن جموع المرتزقة الذين يشكلون الساعد الأيمن للعدوان هم خليط غير متجانس يسهل تفكيكه وتمزيقه مع الأيام.

بالنهاية، هل انسحبت القوة الإماراتية من اليمن أم أعادت انتشارها وتموضعها؟

الانسحاب الإماراتي من بعض الأماكن والتمركز في أماكن أخرى حقيقي وصحيح وتعمل عليه الإمارات تحت موجهات أمريكية بحتة إذ نلاحظ أن تركيزها الآن على الجزر المحاذية لباب المندب وكذلك المخا ووضع حامية في عدن كوجود يحمي الممر المائي وحركة الملاحة في المضيق والبحر العربي والأحمر كحالة شد لما يجري في مضيق هرمز .

بطبيعة الحال تؤكد مصادرنا أن باب المندب في حال اشتداد الصراع سيكون حلف مقاومة العدوان قادراً على إحداث الفارق الذي تعمل على سده الإمارات من خلال إعادة التمركز وتحويله إلى هزيمة ستلحق الضرر الكبير بتلك القوات.

وربما تتشكل قوات لمكافحة التواجد الإماراتي من داخل المحافظات الجنوبية عندما يحين الوقت وتستدعي الظروف، ولكن الأولوية الآن هي لزيادة الفجوة بين الحلف البغيض من جهة وبين مرتزقته من جهة أخرى لكي نتمكن من قلع جذور العدوان أولاً يساعدنا في ذلك الوعي المجتمعي المتنامي نتيجة الإخفاقات العسكرية السابقة لقوى العدوان وعدم إيفاء الإمارات بوعودها بتحويل عدن إلى جنة.

في المحصلة، اليمن سيكون المنتصر، مهما طال الزمن أو قصُر.

للمشاركة على فيسبوك:

حول ما يشاع عن الانسحاب الإماراتي من اليمنمنهات بن نوفان – لائحة القومي العربي/ اليمنتتعدد دوافع الانسحاب الإماراتي…

Geplaatst door ‎لائحة القومي العربي/ الصفحة الرسمية‎ op Zondag 21 juli 2019

الموضوعات المرتبطة

قراءة في قواعد الصراع على جبهة “إسرائيل” الشمالية

  إبراهيم علوش – الميادين نت ربما يظن بعض الذين ولدوا في العقدين أو العقود الثلاثة الفائتة أن الخطاب الذي يسوَّق ضد حزب الله في لبنان محلياً وعربياً، وخصوصاً منذ حرب صيف 2006، جديدُ المفردات [...]

الممر البحري بين قبرص وغزة وآباؤه الكثر

إبراهيم علوش- الميادين نت جرى تبني الممر البحري من قبرص إلى غزة رسمياً، والرصيف المؤقت والطريق الفولاذي العائم اللذين سيشيدهما الجيش الأمريكي خلال شهرين، في بيان مشترك نُشر في موقع [...]

عواصف البحرين الأحمر والعربي في سياق الصراع الدولي

  إبراهيم علوش – الميادين نت على الرغم من تأكيد صنعاء مراراً وتكراراً، في مستهل دخولها على خط نصرة غزة، أنها لا تستهدف سوى السفن المرتبطة بالكيان الصهيوني، ملكيةً أو وجهةً، فإن واشنطن، في [...]

قضية للنقاش في هوامش الخطاب الإعلامي المقاوم

  إبراهيم علوش – الميادين نت حقق الخطابُ المقاومُ، في مختلف تنويعاته، اختراقاتٍ حقيقيةً بموازاة عملية "طوفان الأقصى" التي شكلت رافعة مادية له، وشكل بدوره غطاءً وامتداداً إعلاميين لها، [...]

القرار الأولي لمحكمة العدل الدولية بشأن غزة في ميزان الصراع

  إبراهيم علوش – الميادين نت   كان من المفهوم تماماً أن ينفعل البعض تحمساً لرفع جنوب إفريقيا قضية ضد الكيان الصهيوني في محكمة العدل الدولية تتهمه فيها بممارسة الإبادة الجماعية في غزة، [...]
2024 الصوت العربي الحر.