البنك الدولي: توقعات متشائمة لمعدلات نمو الاقتصاد دولياً

June 9th 2023 | كتبها

 

إبراهيم علوش – الميادين نت

 

صدر هذا الأسبوع تقرير البنك الدولي “آفاق الاقتصاد العالمي” Global Economic Prospects، حاملاً توقعات بمزيدٍ من الركود التضخمي دولياً في العام الجاري والذي يليه، مع احتمال ازدياد الحال تدهوراً إذا تفاقمت أزمات المصارف في الدول المتقدمة، ومع احتمال تفاقم ذلك التدهور بصورةٍ أكبر إذا انتشرت أزمات المصارف عالمياً.

بنى تقرير البنك الدولي توقعاته المتشائمة إذاً على فرضية مفادها أن أزمات المصارف في المتقدمة لن تتفاقم، كما بناها على فرضية أخرى أيضاً هي أن تباطؤ معدلات النمو الاقتصادي عالمياً، والسياسات النقدية الانكماشية التي تتبعها المصارف المركزية في الدول المتقدمة، سوف تهدئ روع التضخم.  فإذا لم تثبت صحة تلك الفرضية أيضاً، واستمر التضخم في التصاعد أكثر من المتوقع، فإن ذلك سوف يدفع المصارف المركزية نحو مزيدٍ من التشدد نقدياً، الأمر الذي سيسفر عن معدلات نمو اقتصادي أقل من التي توقعها البنك الدولي، كما قال في تقريره.

الفيصل هنا هو معدل التضخم الأمريكي الذي يحدد بوصلة الاحتياطي الفيدرالي بخصوص معدلات الفائدة.  فإذا لم ينخفض التضخم أمريكياً، فإن معدلات الفائدة الأمريكية مرشحة للمزيد من التصاعد من أجل كبح جماحه.  وكان معدل ارتفاع الأسعار أمريكياً حلق إلى 9.1% في حزيران / يونيو 2022، ليتدرج هبوطاً في الأشهر التالية، كما يدل المؤشر العام، حتى انخفض إلى 4.9% في نيسان / أبريل الفائت، على أساس سنوي.

كان يفترض أن يكون هذا خبراً جيداً، بما أن معدل الفائدة الأمريكي ذو أثرٍ مزلزلٍ في الاقتصاد العالمي (أنظر “معدلات الفائدة الأمريكية كرافعة للهيمنة العالمية”، في الميادين نت في 10/5/2022)، إلا أن معدل التضخم الأمريكي ما برح حالياً أعلى كثيراً من معدله طويل المدى، والبالغ 2.47% آخر 20 عاماً، وأعلى من الـ 2% التي حددها الاحتياطي الفيدرالي سقفاً لمعدل ارتفاع الأسعار، وهذا يعني أن مزيداً من رفع معدلات الفائدة الأمريكية ربما يتلطى في الأفق.

ليس كل شيء على ما يرام هنا إذاً، لأن معدل التضخم الأمريكي لما ينخفض بعد إلى المستوى المتوخى أمريكياً، ولأن ارتفاع معدل الفائدة الأمريكي:

أ – يرفع تكلفة الاقتراض دولياً للاقتصادات الصاعدة والنامية.

ب – يدفع رؤوس الأموال إلى الهجرة من عملات الدول النامية والصاعدة، الأمر الذي يقلل توافرها للاستثمار محلياً ويضعف النمو الاقتصادي وعائدات الدول، ويضرب العملة المحلية بموجب قانون العرض والطلب.

ج – يجعل خدمة الديون السابقة المسحوبة بالعملة الصعبة أكثر صعوبةً، لأن دفع القسط أو الفوائد ذاتها على دين بالدولار الأمريكي يصبح بحاجة الآن إلى عملة محلية أكثر، بالضبط حين تبدأ إيرادات الدول النامية والصاعدة تتقلص.

د – يجبر الاقتصادات النامية والصاعدة على الرقص على إيقاع نغم الاحتياطي الفيدرالي، الذي يحدد نبضه الوضع الداخلي الأمريكي، لا العالمي.  فإن رفعت الدول النامية الفائدة دفاعاً عن عملاتها الوطنية، وخوفاً من زيادة عبء خدمة دينها الخارجي، فإن ذلك يعني إدخال اقتصاداتها في أتون الركود، فيما تحاول الخروج من عواقب أزمة كوفيد 19، اقتصادياً واجتماعياً.

تتفاقم أزمة الديون العالمية نتيجة ذلك كله إذاً، وخصوصاً في الدول منخفضة الدخل، ولا يعود من المفاجئ أن تتزايد حالات التعثر عن سداد الديون دولياً كلما رفع الاحتياطي الفيدرالي معدل الفائدة الأمريكي، منذ سبعينيات القرن الـ 20 وثمانينياته.

وها هي تلك الأزمة تتجدد اليوم.  ولا مخرج من حلقة الديون المفرغة هذه إلا عبر فك الارتباط بالدولار الأمريكي وبعملات الدول الإمبريالية.  لكنّ ذلك لا يتحقق بالقفز الحر في الفراغ، بل يتطلب قراءة دقيقة لخريطة الاقتصاد الدولي وقوانينه، كما حاولتُ أن أظهرَ في أكثر من مادة في الميادين نت.

قراءة في إحصاءات تقرير البنك الدولي الأخير

 

 

بالعودة إلى تقرير البنك الدولي وتوقعاته الاقتصادية لبقية عام 2023 وعام 2024، يشار إلى أنه:

أ – قدّر معدل نمو الاقتصاد الدولي بـ 2.1% لعام 2023، وبـ 2.4% لعام 2024، وبـ 3% لعام 2025، مقارنةً بمعدل نمو بلغ 3.1% عام 2022، و6% عام 2021.  تعني هذه الأرقام أن معدل النمو الاقتصادي يتباطأ، وأن الاقتصاد الدولي يدلي قدميه في مستنقع الركود، وإن لم يغرق فيه تماماً بعد.

ب – رفَعَ معدل النمو المتوقع لعام 2023 من 1.7% في تقرير البنك الدولي السابق، المنشور في كانون الثاني / يناير الفائت، إلى 2.1%، أي بزيادة 0.4%.  يعود ذلك إلى أن أداء اقتصادي الولايات المتحدة ومنطقة اليورو سيكون أقل سوءاً بقليلٍ مما كان متوقعاً، أي 1.1% للاقتصاد الأمريكي بدلاً من 0.5%، و0.4% لمنطقة اليورو بدلاً من صفر مكعب من النمو لعام 2023.  أما الاقتصاد الياباني فكان يتوقع أن ينمو بمعدل 1% كاملة، جرى تخفيضها في التقرير الجديد إلى 0.8%.

ج – توقَّع أن ينمو اقتصادا الصين وروسيا بمعدلٍ أعلى، واقتصاد البرازيل أعلى قليلاً، واقتصاد الهند أقل قليلاً، مما كان يتوقعه البنك الدولي بداية العام الجاري.  والحصيلة هي رفع معدل النمو العالمي المقدر لعام 2023 من 1.7% إلى 2.1%.  والرافعة الكبرى للنمو العالمي هنا طبعاً هي الصين التي يتوقع أن ينمو اقتصادها عام 2023 بمعدل 5.6%، بدلاً من 4.3%، بعد رفعها قيود كوفيد 19، وخصوصاً أن معدل النمو العالمي هو وسطٌ مرجحٌ بحجم اقتصادات الدول إلى الناتج المحلي الإجمالي العالمي.

د – اعترفَ أن الاقتصاد الروسي سينكمش بمقدار 0.2% فقط، لا بمقدار 3.3% كما قال التقرير السابق للبنك الدولي.  وهذا مهمٌ، لأنه اعترافٌ من مؤسسة غربية مرموقة، لا يمكن رميها بالتعاطف مع روسيا، بأن الاقتصاد الروسي يتأقلم بنجاح مع منظومة العقوبات الغربية.

هـ – خفّضَ معدل النمو المتوقع للاقتصاد الدولي لعام 2024 من 2.7% إلى 2.4%، بفعل السياسات النقدية الانكماشية التي يجري اتباعها في الاقتصادات المتقدمة، وهي سياسات يمكن أن تزداد تشدداً إذا لم ينخفض معدل التضخم الأمريكي إلى المستوى المحدد من طرف الاحتياطي الفيدرالي، كما سلف.

و – عزّزَ ما ذهبنا إليه في مادة “لوحة اقتصادات الدول: حصاد 2022″، في الميادين نت في 17/1/2023، من أن ميزان القوى الاقتصادي يميل تدريجياً مع البريكس والاقتصادات الصاعدة، التي تزداد أحجامها تدريجياً كنسبة من الناتج المحلي الإجمالي العالمي وبالنسبة إلى الاقتصادات المتقدمة.

يشار هنا إلى أن متوسط معدل النمو المتوقع في تقرير البنك الدولي للاقتصادات المتقدمة عام 2023 يبلغ 0.7%، صعوداً من 0.2% كانت متوقعة بداية العام الجاري، في حين أن معدل نمو الاقتصادات الصاعدة والنامية ككل هو 4%.  يتعزز ذلك الاتجاه عام 2024، بحسب تقرير البنك الدولي ذاته، والذي يقدر معدل نمو الاقتصادات المتقدمة عند 1.2%، مقابل معدل نمو يبلغ 3.9% للاقتصادات الصاعدة والنامية ذلك العام، أو لأهمها بالأحرى.

يعني ذلك، بأبسط تعابير ممكنة، أن اقتصادات الجنوب والشرق ستكبر بمعدل أكبر من معدل نمو الاقتصادات المتقدمة خلال الأعوام الثلاثة المقبلة على الأقل، بحسب تقرير البنك الدولي.  يعني هذا بدوره أن نسبة أكبر من الناتج المحلي الإجمالي عالمياً سوف تنسب إلى الجنوب والشرق، بكل ما يحمله ذلك من أبعاد اقتصادية وسياسية، وحتى عسكرية.

يتوقع في هذا السياق أن تكون منطقة شرقي آسيا وجنوبيها قاطرة الاقتصاد العالمي عام 2023.  وتبرز في الصدارة هنا معدلات نمو دولٍ مثل الهند (6.3%)، والصين (5.6%)، وبنغلادش (5.2%)، وإندونيسيا (4.9%)، ومصر، غير الآسيوية جغرافياً، (4%)، وتايلندا (3.9%)، كدولٍ ستحقق معدلات نمو مرتفعة نسبياً في المستقبل القريب.  بناءً عليه، يتوقع أن تصبح ملامح الاقتصاد الدولي أكثر فأكثر آسيويةً.

تقارير غربية أخرى تعزز الاستنتاجات ذاتها

 

يشار إلى أن تقريراً آخر صدر عن صندوق النقد الدولي في نيسان / أبريل الفائت بعنوان World Economic Outlook Projections يعزز الاستنتاجات العامة ذاتها التي ذهبنا إليها أعلاه، وإن اختلفت بعض إحصاءاته قليلاً.

يضع صندوق النقد الدولي توقعاته لمعدل نمو الاقتصاد الدولي مثلاً عند 2.8% لعام 2023، وعند 3% لعام 2024، في حين يضعها البنك الدولي عند 2.1% و2.4% بالتوالي، كما رأينا أعلاه.  أما تقديرات صندوق النقد الدولي لمتوسط معدل النمو في الاقتصادات المتقدمة عامي 23 و24 فهي 1.3% و1.4% على التوالي، في حين يضعها البنك الدولي عند 0.7% و1.2% كما رأينا أعلاه.

لكنّ تقديرات صندوق النقد الدولي لمعدل نمو الاقتصادات الصاعدة والنامية يظل أعلى بكثير أيضاً من تقديراته لمعدل نمو الاقتصادات المتقدمة، عند 3.9% و4.2% على التوالي، في حين يضعها البنك الدولي عند 4% و3.9%.

ويضع صندوق النقد الدولي معدل نمو الصين في عام 2023 عند 5.2%، في حين يضعه البنك الدولي عند 5.6%.

ويضع صندوق النقد الدولي معدل نمو الهند عام 2023 عند 5.9%، في حين يضعه البنك الدولي عند 6.3%.

من الواضح إذاً أن تقديرات صندوق النقد الدولي أعلى قليلاً بالنسبة للاقتصادات المتقدمة، وأقل قليلاً بالنسبة للاقتصادات الصاعدة، ولكنها تكرس الاتجاه ذاته: ركودٌ نسبيٌ في الاقتصادات المتقدمة في العام الجاري والذي يليه، مع معدل نمو أعلى للاقتصادات الصاعدة مقارنة بالمتقدمة.

للأمانة، يذكر أن تقدير صندوق النقد الدولي لمعدل نمو الاقتصاد الروسي عام 2023 بلغ 0.7%، وهي نسبة أعلى مما قدره البنك الدولي في هذه الحالة، وهو – 0.2 (سالب)، وهو اعتراف أقوى بأن روسيا تتأقلم مع الحرب الاقتصادية التي يشنها الغرب عليها بصورةٍ جيدة.   ويمكن أن نعزو اختلاف الإحصاءات بين الصندوق والبنك الدوليين إلى اتباع منهجيتين متباينتين، إذا أردنا تفسير الفروق من بوابة علم الإحصاء التحليلي، كما يمكن أن نعزوها إلى تحيز سياسي مسبق كان لا بد من توريته برفع معدلات نمو روسيا، ولا بد من أن تكون الحقيقة في مكانٍ ما بين التفسيرين.

لا يخرج تقرير منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية OECD، التي تمثل الدول الغربية وتلك الدائرة في فلكها، عن الاستنتاجات العامة الواردة أعلاه، على رغم اختلاف بعض إحصاءاته أيضاً.

صدر تقرير منظمة الـ OECD في 7/6/2023 تحت عنوان OECD Global Outlook.  يتوقع ذلك التقرير نمواً عالمياً بمعدل 2.7% في عام 23، و2.9% في عام 24، أي عند مستوى أقل مما قدره صندوق النقد الدولي وأعلى مما قدره البنك الدولي.

وهو يضع معدل نمو دول منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية في هذين العامين عند 1.4% ثابتة، أي عند مستوى قريب مما قدره البنك الدولي يظل أقل بكثير من معدل النمو عالمياً، لكنه يضع معدل نمو الصين عند 5.4%، ومعدل نمو الهند عند 6%، أي أقل قليلاً مما قدره البنك الدولي معدلاً لنمو هاتين الدولتين عام 2023.  أما معدل النمو الروسي، فيضعه تقرير الـ OECD عام 2023 عند – 1.5% (بالسالب)، أي أقل من تقريري البنك وصندوق النقد الدوليين بكثير، ما يثير الشك حول صدقية تلك الأرقام بصراحة، وما إذا كانت منحازة سياسياً، لأن مع رفع معدلات نمو الاقتصادات المتقدمة، وتخفيضها معدلات تلك الصاعدة والنامية بـ”صورةٍ معقولةٍ” لا تعود ثمة حاجة معها لممارسة التورية.

يضاف أن فئة الـ OECD تضم 38 دولة، فيها الدول الغربية، ومنها أستراليا ونيوزيلندا في أوقيانيا، وفيها كوريا الجنوبية واليابان شرقي آسيا، كما فيها الكيان الصـ.ـهـ.ـيوني وتركيا غربي آسيا، وبلدانٌ أوروبية مثل سويسرا والنرويج وبريطانيا غير منضوية في الاتحاد الأوروبي، وعددٌ من دول أمريكا اللاتينية مثل المكسيك وتشيلي وكولومبيا وكوستاريكا.  وهي نقطة نسوقها هنا لأنها تعزز فكرة أن الاقتصادات الأكثر ارتباطاً بالدولار في هذه المرحلة ستكون الأقل نمواً.

يذكر أن التقارير الغربية عموماً تعزو تباطؤ النمو الاقتصادي عالمياً إلى ثلاثة عوامل تتلخص بالأثر الاقتصادي لـ:

أ – كوفيد 19.

ب – الأزمة الأوكرانية، خصوصاً في أسواق حوامل الطاقة والمعادن والغذاء.

ج – سياسات التشدد نقدياً من أجل مكافحة التضخم الناتج، بحسب تلك التقارير، من الأزمة الأوكرانية.

أما كوفيد 19، فإن معدلات النمو المرتفعة نسبياً عام 2021 تظهر أن أثره راح يخفت قبل عامين، ولو أن الأزمات في بعض سلاسل الإمداد استمرت بعدها، وخصوصاً ذات المنشأ الصيني.

لكنّ الصين رفعت قيود كوفيد 19 في الشهر الأخير من عام 2022.  العبرة إذاً في الأزمة الأوكرانية.  يشار هنا إلى أن كافة التقارير الدولية أعلاه تلوم روسيا على الأزمة الاقتصادية التي انتابت الاقتصاد الدولي عام 2022، متجاهلةً أن حرب الغرب الاقتصادية على روسيا، والتي أبرزت دور روسيا المفصلي في تزويد العالم بحوامل الطاقة والمنتجات الزراعية والمعادن، أدت دوراً رئيساً في اندلاع أزمة التضخم بالترافق مع زيادة الطلب دولياً على المواد الخام، مع خروج الاقتصاد الدولي من أزمة كوفيد 19.

لا بد من التفكير إذاً في أن رفع معدلات الفائدة، والسياسة النقدية المتشددة من لدن الاحتياطي الفيدرالي، كان لهما أثر جيوسياسيٌ بارزٌ متفرعٌ عن تخفيض أسعار المواد الأساسية مع تباطؤ معدلات النمو الاقتصادي عالمياً، الأمر الذي تضررت منه روسيا بالذات كونها من أهم مصدريها.  فهل لعب ذلك دوراً في اتخاذ قرارات رفع أسعار الفائدة الأمريكية بصورةٍ متتالية؟

لا نحسم الشك باليقين في تلك المسألة، لكنها فرضية تحتاج إلى دراسة بالضرورة.

ماذا يقول تقرير البنك الدولي عن الاقتصادات العربية إذاً؟

لم تكن روسيا وحدها المتضررة من تباطؤ معدلات النمو الاقتصادي عالمياً، إنما تضررت معها إيران وفنزويلا والدول العربية بصورةٍ عامة.

خفض تقرير البنك الدولي توقعاته لمعدلات نمو الدول العربية كافةً بنسبٍ متفاوتة خلال عام 2023، مقارنةً بتقريره الصادر في بداية عام 2023.  وكانت معظم الدول العربية شهدت معدلات نمو مرتفعة نسبياً عام 2022، ما عدا لبنان، الذي شهد تقلصاً في ناتجه الإجمالي، نسبته 2.6%، وليبيا، التي شهدت تقلصاً بمقدار 1.2%، وسورية، التي تقلص ناتجها الإجمالي بنسبة 3.5% عام 2022.

يرى تقرير البنك الدولي أن معدلات النمو العربية لعام 2023 سوف تكون أقل من المتوقع سابقاً، لأن الدول النفطية والغازية تشهد انخفاضاً في أسعار صادراتها وفي الكمية التي تصدرها منها، إرادياً، في محاولة لرفع أسعارها، أو لاإرادياً، بحكم تباطؤ الاقتصاد العالمي والشتاء الدافئ بصورة غير معهودة على النحو الذي مر على أوروبا.

أما الدول العربية غير النفطية، فحدث ولا حرج طبعاً، من جراء من مزيجٍ من ارتفاع معدلات التضخم، وأزمة توافر الدولار، والسياسات النقدية والمالية الانكماشية التي اضطرت لتبنيها.

في جميع الأحوال، فإن الصورة كما يلي بالنسبة لمعدلات نمو الدول العربية عام 2023 في تقرير البنك الدولي (أنظر الجدول المرافق):

اسم الدولة

التقدير الحالي لمعدل نمو عام 2023

التقدير السابق لمعدل نمو عام 2023

الجزائر

1.7%

2.3%

البحرين

2.7%

3.2%

جيبوتي

4.4%

5.3%

مصر

4%

4.5%

العراق

–         1.1% (بالسالب)

4%

الأردن

2.4%

2.4%

الكويت

1.3%

2.5%

لبنان

–         0.5 (بالسالب)

غير متوفر

ليبيا

غير متوفر

غير متوفر

المغرب

2.5%

3.5%

عُمان

1.5%

3.9%

قطر

3.3%

3.4%

السعودية

2.2%

3.7%

سورية

–         5.5% (بالسالب)

–         2.2% (بالسالب)

تونس

2.3%

3.3%

الإمارات

2.8%

4.1%

اليمن

–         0.5% (بالسالب)

1%

 

وربما يكون بعض تلك الإحصاءات مسيساً طبعاً، وذا منحى تحريضي، لكن يشار إلى أن تقدير البنك الدولي لمعدل نمو إيران عام 2023 مثلاً بقي ثابتاً عند 2.2% في تقريري البنك الدولي السابق والحالي.  وربما تكون تلك لعبة تورية أيضاً أسوةً برفع أرقام روسيا أعلاه عندما يراد تقليل معدل نمو الاقتصادات الصاعدة والمستقلة.

للمشاركة على فيسبوك:

https://www.facebook.com/permalink.php?story_fbid=pfbid02LVAKv58Gh2r4S3kFedBQW39PHKZtoPV3GDfysyUet39PtQFvevu1ygS1b8iGtVMsl&id=100041762855804

https://www.almayadeen.net/research-papers/%D8%A7%D9%84%D8%A8%D9%86%D9%83-%D8%A7%D9%84%D8%AF%D9%88%D9%84%D9%8A:-%D8%AA%D9%88%D9%82%D8%B9%D8%A7%D8%AA-%D9%85%D8%AA%D8%B4%D8%A7%D8%A6%D9%85%D8%A9-%D9%84%D9%85%D8%B9%D8%AF%D9%84%D8%A7%D8%AA-%D9%86%D9%85%D9%88-%D8%A7%D9%84%D8%A7%D9%82%D8%AA%D8%B5%D8%A7%D8%AF-%D8%AF%D9%88%D9%84%D9%8A%D8%A7

الموضوعات المرتبطة

هل يقتصر الرد “الإسرائيلي” على 3 مسيرات صغيرة في أصفهان؟

إبراهيم علوش – الميادين نت ما أن كسرت إيران قواعد الاشتباك غير المعلنة بأكبرَ وابلٍ من الصواريخ والمسيرات يتلقاها الكيان الصهيوني دفعةً واحدةً في تاريخه، حتى انطلقت رشقةٌ موازية من [...]

خيارات الرد الإيراني من المنظور المعادي

  إبراهيم علوش – الميادين نت تتقاطع التقارير والمقالات الأمريكية و"الإسرائيلية" التي تتناول خيارات الرد الإيراني على استهداف القنصلية الإيرانية على أتوستراد المزة في دمشق، والمحاذية [...]

مدرج الطائرات الضخم في جزيرة عبد الكوري في أبعاده الصغرى والكبرى

  إبراهيم علوش – الميادين نت تبلغ مساحة جزيرة عبد الكوري، في أرخبيل سُقطرى اليمني، 133 كيلومتراً مربعاً فحسب، ويبلغ طولها 36 كيلومتراً، وعرضها، عند أوسع حيز فيها، 5 كيلومترات، أما عدد سكانها [...]

قراءة في قواعد الصراع على جبهة “إسرائيل” الشمالية

  إبراهيم علوش – الميادين نت ربما يظن بعض الذين ولدوا في العقدين أو العقود الثلاثة الفائتة أن الخطاب الذي يسوَّق ضد حزب الله في لبنان محلياً وعربياً، وخصوصاً منذ حرب صيف 2006، جديدُ المفردات [...]

الممر البحري بين قبرص وغزة وآباؤه الكثر

إبراهيم علوش- الميادين نت جرى تبني الممر البحري من قبرص إلى غزة رسمياً، والرصيف المؤقت والطريق الفولاذي العائم اللذين سيشيدهما الجيش الأمريكي خلال شهرين، في بيان مشترك نُشر في موقع [...]
2024 الصوت العربي الحر.