January 5th 2017 | كتبها
admin
تأبى سنة ال 2016 أن ترحل إلا وقد أفرغت كل ما في جعبتها من مذلة وهوان بسبب التطبيع الذي يتكشّف بكل وقاحة مع مرور الوقت.
وكما هي العادة، نعرف أخبارنا من صحف وإعلام أعدائنا، لنعلمَ من صحيفة “يديعوت أحرونوت” أن هناك ورشة عمل نظّمها مركزٌ أردنيٌ يدعى “مركز الدراسات الإسرائيلية”، بتمويل صهيوني مباشر من المعهد “الإسرائيلي” في “تل أبيب” تحديداً، كما نكتشف من هذا الرابط: http://www.ynetnews.com/articles/0,7340,L-4902690,00.html
عنوان الورشة: “مستقبل اللغة العبرية في العالم العربي.. تحديات وفرص”، وقد وصفَتها صحافة العدو بأنها “فريدة من نوعها”!! الورشة حضرها طلاب ومحاضرون من كل من الأردن ومصر والعراق والسعودية. ولمعرفة المزيد عن الورشة التي تمّ عقدها في 22 من كانون الأول 2016، الرجاء تفحص الرابط التالي: http://www.sahehkhabarak.com/NewsDetails.aspx?id=27930
نعود إلى الأصل الذي ينظّم هذه النشاطات؛ فعندما تدخل إلى الصفحة الإلكترونية للمركز www.cis.org، تجد تحت بند “من نحن” أن المركز تم إنشاؤه عام 2014 بموافقة رسمية (وإلا لما كان يعمل حتى الآن)، وسبب إقامته بحسب الموقع هو “عدم وجود معلومات دقيقة عن الجانب “الإسرائيلي” الداخلي- النظام السياسي، آلية صنع القرار، السياقات الداخلية ، والعوامل الخارجية، وعن انطباعاته وتوجهاته تجاه قضايا شديدة الدقة في دولنا العربية المختلفة وفي العالم ككل”.
ومن المؤكد أن فهم الكيان الصهيوني وكل ما يتعلق به مهمة مركزية تتطلب مراكز ومعاهد تدرسه، ولكن ضمن أي سياق؟ سياق كسر حاجز العداء معه لتمرير العلاقة معه كأمر طبيعي و”حميد”، أم ضمن سياق مشروع مقاوِم أو تحرري؟ ذلك هو السؤال الكبير..
نلاحظ هنا أن مركز الدراسات “الإسرائيلية” يركّز على وصْف نفسه بأنه “مستقلّ”، وبأنه “يتّبع نهجاً جديداً ومختلفاً عن بقية مراكز الدراسات والأبحاث، لأنه يجمع ما بين الاستقلالية والموضوعية”!! ولكن ابتداءً نسأل: كيف يكون موضوعياً إذا كان الكيان الصهيوني، موضوع دراساته، يمول ورشاته علناً؟! والكيان الصهيوني، والإمبريالية، يقيمان المراكز والمعاهد لدراستنا ضمن سياق “اعرف عدوك”، ومن أجل تسهيل سيطرتهما على أرضنا وثرواتنا وعقلنا الجمعي، فضمن أي سياق يُحضر مركز الدراسات “الإسرائيلية” في عمان “إسرائيليين” للترويج لتعلم اللغة العبرية يا ترى؟
ونرى المركز، في الجملة نفسها التي يصف فيها نفسه بأنه مستقل وموضوعي، يناقض نفسه بالزعم أنه “منحازٌ للمصالح الوطنية”! وبحسب الموقع فإنّ نتائج أبحاثه ودراساته تتلخص بمعلومات دقيقة يتمّ تزويدها لأصحاب القرار من أجل اتخاذ قرارات ضمن معطيات شاملة “لمصحلة الوطن” مرة أخرى!
وعليه، نفهم أن المركز يشوّه ويحرف معنى “منحاز للمصالح الوطنية” لأنه ليس من مصلحة الوطن أصلاً إقامة مركز يقوم بأبحاث وندوات ودراسات وورشات عمل ممولة من الكيان الصهيوني مباشرة، ويصبح بوابة للعلاقات التطبيعية بين الكيان الصهيوني والدول العربية، وكلنا يعلم أنّ الكيان لا يدفع فواتير مجانية، إلّا إذا كان هناك عائدٌ له ولو بعد حين. ومن الواضح من الورشة الأخيرة له أنها كانت مدخلاً لإقامة العلاقات مع سعوديين ومصريين وأردنيين وعراقيين…
فهل نحن من يجمع معلومات دقيقة عنهم، أم هم الذين يجمعون معلومات دقيقة عنا؟ تعالوا نعاين معاً قائمة المتعاونين والداعمين لمركز الدراسات “الإسرائيلية” في عمان..
*في قائمة “الشركاء والمتعاونين” لدعم مركز الدراسات “الإسرائيلية”، بحسب موقعه، نجد المؤسسات التالية:
1 – المعهد “الإسرائيلي” للسياسات الخارجية الإقليمية
The Israeli Institute for Regional Foreign Policies http://www.mitvim.org.il
2 – معهد دراسات الأمن القومي (The Institute for National Security Studies) http://www.inss.org.il/
والمعهد المذكور يمثل النخبة السياسية والعسكرية والأمنية الحاكمة في الكيان الصهيوني
3 – اللجنة اليهودية الأمريكية (American Jewish Committee) http://www.ajc.org/
وهي أحد فروع اللوبي الصهيوني في الولايات المتحدة
ومنه مؤتمر هرتزيليا السنوي الذي يناقش التوجهات الاستراتيجية للكيان
5- مركز موشيه ديان في جامعة تل أبيب (Moshe Dayan Center, Tel Aviv University) http://dayan.org/
أحد المراكز العاملة على التطبيع مع الوطن العربي منذ سنواتٍ طويلة
6 – جامعة تكساس في أوستن (The University of Texas at Austin) http://www.utexas.edu/
7 – جامعة واشنطن (The University of Washington, Seattle) http://www.washington.edu/
8 – معهد القدس للدراسات “الإسرائيلية” (The Jerusalem Institute for Israel Studies) http://en.jerusaleminstitute.org.il/
11- مركز بيجن- السادات للدراسات الاستراتيجية (Begin- Sadat Center for Strategic Studies) https://besacenter.org/
12- تحالف الشرق الأوسط للسلام (Alliance for Middle East Peace) https://www.allmep.org/
والمعاهد المذكورة في البنود 8-12 أعلاه هي مراكز تطبيعية معروفة
14 – اليونيسكو UNESCO Chair School of Education))
إن تفحصُّنا لقائمة الشركاء والمتعاونين أعلاه، يجعلنا ندرك تماماً ماهية “مصلحة الوطن” التي يريدها مثل هذا المركز!!
*ونجد ضمن بند “ورشات العمل والندوات” التي يقيمها مركز الدراسات “الإسرائيلية” في عمان، بحسب موقعه، العناوين التالية:
1 – الوفد الأردني إلى “إسرائيل” (Jordanian Delegation to Israel). وهو تكريس لمخرجات معاهدة وادي عربة.
2 – مبادرة “جبل الهيكل” ( Temple Mount Initiative) … يا للعار! فهذا هو الاسم الذي يطلقه اليهود على القدس القديمة التي يقع عليها الحرم القدسي الشريف وكنيسة القيامة، والمقدسات الإسلامية والمسيحية!!!
3 – مستقبل اللغة العبرية في العالم العربي.. تحديات وفرص (Hebrew Language Workshop: The Challenges and Risks of learning Hebrew in Arab Countries)
ومن الواضح أن الورشة الأخيرة في عمان أتت تحت هذا البند، الذي لا يمكن فصله عن السياق العام..
4 – مؤتمر إقليمي في عمان (Regional Conference in Amman) . ماذا يطبخون يا ترى؟ مشروع للكونفدرالية الثلاثية مثلاً؟!
5 – الوفد “الإسرائيلي” إلى الأردن (Israeli Delegation to Jordan ) . وهو مجدداً تكريس لمخرجات معاهدة وادي عربة..
6 – استطلاع عن”إسرائيل” في الأردن (Survey about Israel in Jordan) . يريدون أن يتابعوا كيف يقرأهم الشارع والنخب.. فعلاً، من الذي يدرس مَن هنا؟!
7 – ورشة عمل عن التعاون الإسرائيلي- الأردني. اقرأ: تطبيع..
هذه العناوين تؤكد أهداف هذا المركز الذي يستهدف أبناء الأردن، وأبناء الوطن العربي في بعض الأحيان، في جعل الكيان الصهيوني جسماً طبيعياً، ليتمّ التعامل معه على هذا الأساس. وهي العناوين تنزع صفة العداء الأساسية بيننا وبين أي شخص يهودي يعيش في فلسطين اليوم باعتباره محتلاً مهما اختلف موقعه.
*أما الطاقم الذي يعمل في هذا المركز، بحسب الموقع، فيتألف من: المؤسس ومدير المركز وهو المدعو: عبدالله صوالحة، شيرين لطفي: مساعدة المدير، ألفة مرازغة: علاقات عامة، يحيى محسين: معلّم لغة عبرية، أحمد عبدالرحيم: رئيس المترجمين، بالإضافة 10 مترجمين مهنيين آخرين.
الغريب أن كل من بند “الموظفين” وبند “الشركاء والمتعاونين” و”الأنشطة” و”وورشات العمل والندوات” على الموقع متوفرة فقط باللغة الإنجليزية.. فلماذا؟!
أحد المشاريع المخطَّط لها في عام 2017، بحسب الموقع، إقامة “مؤتمر إقليمي” في عمان، الهدف منه: “دعوة كل الدول العربية، لتجتمع للمرة الأولى، لمناقشة العلاقات مع الكيان الصهيوني، ومستقبل الدراسات الإسرائيلية في العالم العربي”!!
من الواضح أن المركز يمعن في ممارسة التطبيع وتسهيله لأبناء الجيل الجديد لمصلحة أمن الكيان الصهيوني في النهاية لجعله كياناً طبيعياً بنزع فتيل العداء من قلوب الجيل الصاعد، فهل يستطيعون؟!!
ومن الواضح أن قصة “الموضوعية” التي يزعمها المركز لنفسه لا تعني قراءة الكيان الصهيوني بشكل موضوعي بقدر ما تعني “التعاطي مع الكيان الصهيوني بدون غشاوة العداء له”…
مجتمعنا العربي ينفق كأفراد على أغراضه الاستهلاكية الكثير، بينما في كيان العدو نرى أن هناك أموالاً هائلة تضَخّ من قبل الأفراد والمؤسسات لصالح مراكز الأبحاث والدراسات والجمعيات بمختلف تلاوينها التي تخدم جميعها مصلحة الكيان الصهيوني وأمْنه.
وبعيداً عن الإنفاق الشخصي، فهل تنفقُ دولنا، وتحديداً النفطية، في غير سبيل الأعمال الخيرية المؤقتة، والسلاح الذي يضرب إخوتنا العرب، والبهارج التي لا نفع فيها؟!
سنبقى في حملة “استحِ” نتتّبع النشاطات التطبيعية ونكشفها ونحتج عليها، ولسوف تكون مشاريع مركز الدراسات “الإسرائيلية” في عمان لعام 2017 في مرمى كل مقاومي التطبيع في الأردن…
يزعمون أنهم يعملون من أجل “المصلحة الوطنية”، بينما يدرك كل ذي عقلٍ أن كل منظومة وادي عربة وتوابعها لا تحتاج لشيء أكثر من قرار سيادي يقضي بإعلان بطلانها.
حملة استحِ لمقاطعة المنتجات الصهيونية
للمشاركة على فيسبوك:
هذا الموضوع كتب بتاريخ Thursday, January 5th, 2017 الساعة 10:59 pm في تصنيف
مقالات سياسية واقتصادية. تستطيع الاشتراك لمتابعة الموضوع من خلال
RSS 2.0 تغذية الموقع.
كما يمكنك
اضافة رد, او
تعقيب من موقعك.
الموضوعات المرتبطة
إبراهيم علوش – الميادين نت
كفى بالمرء دليلاً على وجود نخبة عالمية متنفذة تُؤرجِحُ خيوط المشهد من خلف الستائر ومن أمامها أن يتزايدَ الانفتاحُ، دولياً وعربياً وإسلامياً، على النظام الجديد [...]
إبراهيم علوش – الميادين نت
على ضفتي سنة 2000، احتدم جدال في الساحة الفلسطينية، وبين المعنيين بالشأن الفلسطيني، بشأن العمليات الاستشهادية التي أثخنت الكيان الصهيوني رعباً وقتلى وجرحى. [...]
إبراهيم علوش – الميادين نت
لأن أي تحول جوهري في بنية المؤسسة الحاكمة في الولايات المتحدة، وبالتالي في توجهاتها، تنعكس ظلاله بالضرورة على مصفوفة العلاقات الدولية، وبالتالي على مسار [...]
إبراهيم علوش – الميادين نت
كان لافتاً ضغط ترامب على نتنياهو للقبول باتفاق وقف إطلاق نار في غزة. بات واضحاً أنه الاتفاق ذاته الذي عملت إدارة بايدن على صياغته في أيار / مايو الفائت، [...]
إبراهيم علوش – الميادين نت
يبدو أن هناك تواطؤاً سورياً عاماً، من جراء إرهاق الحصار ربما، ووطأة سنوات القتال، على تمرير "المرحلة الانتقالية"، ريثما تتضح معالم ما يسميه البعض "سوريا [...]