عن أي “دويلة فلسطينية” تتحدثون؟!

October 1st 2020 | كتبها

 

في عام 2002، طرح الحاخام بنيامين إيلون خطته لـ”السلام” التي تقوم على تجنيس الفلسطينيين في الضفة الغربية بالجنسية الأردنية، مع السماح لهم بالبقاء كـ”مقيمين”، طالما لا يهددون “الأمن” و”النظام”، بعد ضم الضفة الغربية رسمياً للكيان الصهيوني.

إيلون كان وزير سياحة سابق في الكيان الصهيوني، وكان حزبه “موليدت” (الذي اندمج فيما بعد بالحزب الوطني الديني)، الداعم الرئيسي للخطة، وكانت الخطة تقوم أيضاً على ضم غزة للكيان، على القاعدة ذاتها، وإنشاء “الدولة الفلسطينية” في الأردن، وقد استمر الترويج للخطة (بتمويل كبير) حتى عام 2008 تقريباً.

لنضع الصيغة المتعلقة بغزة جانباً، إذ لا فائدة للكيان من ضمها إليه عملياً، أما الضفة الغربية، فانظروا ملياً للخريطة المرفقة، لتروا أن المناطق المظللة بالأزرق فيها، هي مناطق تعدها “إسرائيل” “أراضي دولة”، وأن المناطق التي تقع بين الخط الأحمر (جدار الضم التوسعي) والخط الأخضر (الأراضي المحتلة عام 1948)، هي أراضٍ مصادرة فعلياً، وما تبقى من أراضي تضم المناطق أ، ب، وج، التي يفترض أن السلطة الفلسطينية تسيطر عليها اسمياً، ومن المعروف أن المنطقة ج، وهي الأوسع، تسيطر عليها دولة العدو سيطرة كاملة بموجب اتفاق أوسلو- 2، وكل تلك المناطق “مخردقة” بالمستوطنات على أية حال، وهو ما لا تظهره هذه الخريطة، والحبل على الجرار..

العبرة هي أن الضم جار على قدم وساق، ولن يوقفه اتفاق تطبيعي هنا أو هناك، وما “صفقة القرن” إلا محاولة لشرعنة تلك الوقائع المفروضة صهيونياً على الأرض بالأخص منذ اتفاق أوسلو..

فإذا كان الأمر كذلك، فإن الفلسطينيين على الأراضي المضمومة لا يعود من الممكن التعامل معهم قانونياً من الجانب “الإسرائيلي” إلا بالأشكال التالية:

أ – تهجيرهم جماعياً، وهذا خيار غير متاح، بسبب المقاومة الكبيرة والشرسة التي ستحدث من الفلسطينيين أنفسهم أو الدول التي يسعى الكيان لتهجيرهم إليها،

ب – تنفيذ خطة بنيامين إيلون للسلام المذكورة أعلاه،

ج – الحفاظ على جنسياتهم الفلسطينية على قاعدة حكم ذاتي للسكان لا للأرض، يمكن أن يسمى “دولة” أو حتى “إمبراطورية” فلسطينية، ولكن هذا لن يغير من الأمر شيئاً، لأنه يعني حكماً ذاتياً لا أي شيء آخر.

في الحالة الأخيرة، تبقى مشكلة اللاجئين، وجنسياتهم، ولا تعد “المشكلة الفلسطينية” قد حُلت من دون حل مشكلتهم، فإما التوطين، وإما “دولة فلسطينية” معومة جغرافياً وقانونياً في إطار كونفدرالية ثلاثية بين الكيان الصهيوني والأردن، ولذلك فإن الحل السياسي (التسووي) لا يقود حتى إلى تحقيق مشروع مسخ مثل “دولة فلسطينية على حدود الـ67″، وتمعنوا في الخريطة جيداً. لأن المعادلات السياسية والواقع الميداني يقودان إلى شيء آخر مختلف تماماً.

كل ما سبق يعيد التأكيد على أن مشروع التحرير الكامل هو المشروع العملي والمنطقي الوحيد، ولا يوجد حل غيره، فليس هناك من “سلام” (شامل أو جزئي أو أفقي أو عامودي أو دائري أو مستقيم) مع العدو الصهيوني.

فلسطين عربية من النهر إلى البحر، والطريق إليها هي استراتيجية العمل المقاوم وعلى رأسه العمل المسلح.

إبراهيم علوش

عن أي "دويلة فلسطينية" تتحدثون؟!في عام 2002، طرح الحاخام بنيامين إيلون خطته لـ"السلام" التي تقوم على تجنيس الفلسطينيين…

Geplaatst door ‎إبراهيم علوش‎ op Donderdag 1 oktober 2020

الموضوعات المرتبطة

روسيا وإيران وغزة والخيوط الرفيعة بين الحقيقة والظلال

  إبراهيم علوش – الميادين نت في بيئة تتسم بالسيولة، وخصوصاً قابلية أجوائها للتحول سريعاً من تصاعد التوترات إلى عقد الاتفاقات، وبالعكس، كما في حالة وقف إطلاق النار في غزة مثلاً، أو [...]

هل الحديث عن “شرق أوسط جديد” سابقٌ لآوانه؟

      إبراهيم علوش – الميادين نت يقف الطرف الأمريكي-الصهيوني هذه الأيام حائراً أمام معضلة كبيرة: إذا كان محور المقاومة قد سُحِق فعلاً، وصولاً إلى إيران الشهر الفائت، كما يزعم ترامب [...]

متى سيتجدد العدوان الصهيو-أمريكي على إيران؟

  إبراهيم علوش – الميادين نت اندلع الجدال، غربياً، بشأن حجم الضرر الذي لحِق بالبرنامج النووي الإيراني، حتى قبل إعلان ترامب وقف إطلاق رسمياً صبيحة يوم 24/6/2025.  وتصاعد ذلك الجدال بصورة أكبر [...]

محددات ثقافة المقاومة استراتيجياً وفي اللحظة الإيرانية الراهنة

  إبراهيم علوش – الميادين نت كثيراً ما ينتهي الخلاف عربياً بشأن الموقف من إيران، مع الذين يتخذون موقفاً "محايداً" منها، أو معادياً لها بصراحة، في ظل احتدام المعركة الضارية مع العدو [...]

لعبة “الشرطي السيئ، والشرطي الأسوأ” في الضربة الصهيو-أمريكية على إيران

  إبراهيم علوش – الميادين نت لا يمكن القول إن الضربة الكبيرة التي شنها الكيان الصهيوني على إيران فجر الجمعة كانت غير متوقعة، لا بسبب التهويل والتهديد المستمرين، فهذان كان يمكن تصريفهما في [...]
2025 الصوت العربي الحر.