دعوة للمقاطعة: بيان حول انتهاك “هيئة الثوابت” للثوابت

September 22nd 2010 | كتبها

قراءة في الدعوة لحضور اللقاء التشاوري العربي

الموجهة من الهيئة الوطنية لحماية الحقوق الثابتة للشعب الفلسطيني

 

في خضم الحيرة والارتباك والقلق، وتعدد المواقف وتناقضها، والمخاطر التي تحيط بمسيرة القضية الفلسطينية، وما وصل إليه عدوان الغزو الاستعماري الصهيوني للوطن العربي، وإقامة قاعدة العدوان العسكرية على شكل دولة (إسرائيل)، وهي قاعدة غزو إحلالي شردت شعب فلسطين واحتلت الأرض العربية، وما زالت تحتل أجزاء من سوريا ولبنان، وفرضت اتفاقيات صلح لتثبيت العدوان والغزو والاحتلال..

في هذه الظروف دعت (( الهيئة الوطنية لحماية الحقوق الثابتة للشعب الفلسطيني )) إلى عقد ما أسمته ( اللقاء التشاوري العربي الأول بشأن فلسطين ) يومي الخميس والجمعة في 23 و24 أيلول من هذا العام في بيروت لعرض برنامج سياسي، وبرنامج تنظيمي، ومناقشة الدور الذي قد يضطلع به الأخوة العرب في تأكيد أن قضية فلسطين هي قضية الأمة … وأن الهيئة تنوي تأسيس فروع وطنية لها في الدول العربية تضم الفلسطينيين والعرب في الدول المعنية.

وللأهمية تدارست مجموعة من الشخصيات الوطنية الدعوة لهذا اللقاء، كما اطلعت على بيانات ومواقف للهيئة الداعية، ولا سيما المتمثلة في “بيان الإعلان” الصادر عنها، و”الوثيقة التأسيسية ـ بيان فلسطين” .. وتوصلت المجموعة للأمور التالية:

1.   في صيغة الدعوة وإعلانها ووثيقتها التأسيسية.. هنالك قفز أو تجاهل لحقيقة القضية، ولكونها قضية احتلال فلسطين عام 1948م، واستكمل عام 1967م، وأن الاحتلال لا يزول إلا بالتحرير، وأن القضية احتلال للوطن العربي، وتهديد لأمن هذا الوطن، وللأمة العربية.. بدلاً من هذا التوضيح في لقاء تأسيسي تتحدث الوثيقة التأسيسية في البند (6) عن إمكانية تحقيق السلام بين الشعوب والأفراد (عرب وغير عرب) بغض النظر عن أحوالهم الطائفية وانتماءاتهم الدينية (إسلامية ومسيحية ويهودية) على العيش المشترك!!.. أليس في هذا دعوة لقبول الاحتلال والتعايش معه؟؟!!.. بدلاً من التركيز على هدف التحرير.. ويمضى البند (6) في الحديث عن التحرر من عنصرية وصهيونية الاحتلال.. فهل هنالك تعايش مع الاحتلال لأي وصف كان؟؟!!.. وهل الحديث عن الاحتلال الذي بدأ عام 1948؟؟!!.. أم عام 1967؟؟!!.. ولماذا اختيار عبارات غامضة عانت منها القضية الفلسطينية خلال العقود الماضية؟؟!!.. وهو غموض استعمل للوصول إلى اتفاقية أوسلو التي تعتبرها الهيئة بأنها نكبة ثانية.

2. الحديث عن التحرر من العنصرية الصهيونية هو حديث صائب، ولكن قضية فلسطين ليست في عنصرية ( إسرائيل ) بل في الاحتلال الذي يجب أن يتم الحديث عنه وعن إزالته بدون مواربة، وبدون عرضه للتعايش، أو خلطه مع ممارسات للاحتلال عنصرية أو مخالفة للقرارات الدولية

3.    في البند (5) من بيان ( الإعلان ) جاء التأكيد على ضرورة التمسك بالميثاق الوطني الفلسطيني الذي قامت على أساسه منظمة التحرير الفلسطينية.. والصحيح أن المنظمة قامت على الميثاق القومي … وليس الوطني … والميثاق القومي لا يتحدث عن التعايش ولا عن حل الدولة الواحدة أو حل الدولتين بل يتحدث عما يلي وعما كان يجب أن يوضحه (الإعلان) ففي الميثاق القومي:

  • المادة الأولى … تنص على أن فلسطين وطن عربي.

  • المادة الرابعة … تتحدث عن تقرير المصير بعد التحرير.

  • المادة الثانية عشر … تتحدث عن أن الوحدة العربية وتحرير فلسطين هدفان متكاملان..

  • · المادة الثالثة عشر … تذكر أن مصير الأمة العربية رهن بمصير القضية الفلسطينية … وشعب فلسطين يقوم بدوره الطليعي.

  • · المادة الرابعة عشر … تنص على أن ( تحرير فلسطين هو واجب قومي تقع مسؤولياته كاملة على الأمة العربية بأسرها حكومات وشعوب ).

ففي لقاء عربي للقضية الفلسطينية كان يجب أن تعرض هذه المواد وتوضح أنه لا تملك أية قيادة فلسطينية أو عربية أو غيرها، منتخبة أو غير منتخبة، ولا يملك أي جيل.. التنازل عن أي أرض عربية أو عقد أية اتفاقيات ( تمس مستقبل فلسطين أو تمس المصير العربي ).. بدلاً من ذلك تحدثت بيانات الهيئة عن الثوابت التي أصبحت في متاهة وبديلاً عن الحديث عن هدف التحرير الذي فقط بموجبه تتحقق عودة اللاجئين وتتحرر القدس ويزول خطر التهديد للأمن العربي.

4.    الدعوة للقاء والوثيقة الأساسية وبيان الإعلان للهيئة تتحدث بحق عن رفض منهج أصحاب أوسلو.. الذي أدى بحركة التحرر الوطني إلى مدارك خطيرة، ولكن السؤال.. هل الانحراف بدأ باتفاقية أوسلو؟؟!!.. أم أن هذه الاتفاقية جاءت نتيجة الانحراف عن هدف التحرير؟؟!!.. وهو الأمر الذي كان يجب أن يكون نقطة البداية في أي حوار حول القضية الفلسطينية لإعادتها أمام الأجيال القادمة إلى حقيقتها والتعرف على مواطن الانحراف في المسيرة.. ألم يبدأ الانحراف بتعديل الميثاق القومي؟؟!!.. إلى الميثاق الوطني الفلسطيني.. ألم يعلن هذا الانحراف بالبرنامج المرحلي بإقامة سلطة فلسطينية على أي جزء يتم تحريره؟؟!!.. أين دعوة الهيئة وبياناتها من مواقف الدول العربية وقيـادة المنظمة من فلسطنة القضية تمهيداً لتصفيتها بإتفاقيات تهدد الأمن العربي حاضره ومستقبلـه؟؟!!.. فالدعوة للقاء ووثائق الهيئة وإن تحدثت عن عروبة القضية.. لكنها ركزت الحديث عن حلول فلسطينية وكيان فلسطيني، وتركت الأبواب مشرعة للدخول في المفاوضات والتعايش مع المتفاوضين. خصوصاً وقد أدى نهج التفاوض مع العدو من البداية وحتى الآن إلى الانحراف والتنازلات عن الثوابت الأمر الذي أدى بالمنظمة إلى التنازل للكيان الصهيوني عما احتل عام 1948م، والتفاوض على ما احتل عام 1967م.

5.         الهيئة الداعية كما في وثائقها المذكورة تضم أعضاء وأنصاراً لحركتي فتح وحماس، وكأنها محايدة في الخلاف بين التنظيمين، وتتجاهل بأن المسئولين عن نكبة أوسلو هم قيادة فتح الاستسلامية، وتتحدث عن خطورة ومصيبة التنسيق الأمني مع العدو، وتتجاهل أن تلك القيادة هي التي تقوم بذلك، والهيئة تتحدث عن الثوابت.. فما هي الثوابت التي أبقتها حركة فتح التي اعترفت بحق إسرائيل في اغتصاب فلسطين وتتفاوض معها على قضايا الحدود لما احتل عام 1967م والقدس والاستيطان، فهل قضايا التفاوض هي ثوابت؟؟!!… أليس للهيئة رأي في تحديد المسؤولية التي تقع على قيادة منظمة التحرير الفلسطينية التي أوصلت القضية لما وصلت إليه؟؟!!.. ولماذا تجاهلت ذلك بل ولم تضعه كبند أساسي للدراسة واتخاذ الموقف؟؟!!.. ولعل الإجابة تكمن في أن مقدم الورقة السياسية الدكتور عزمي بشارة من أنصار مبادرة السلام العربية كما جاء في مجلة المستقبل العربي عدد شهر 11/2008.. مما يعني السير في طريق الاعتراف بالكيان الصهيوني.

6.    إن الغموض في أدبيات الهيئة، والعبارات التي تحمل تفسيرات متعددة، لا تتناسب مع دعوة الهيئة للمبادرة بلقاء عربي تشاوري حول القضية الفلسطينية، كما إن جعل مواجهة إسرائيل مسؤولية عربية في ثنايا الدعوة، وليس في صدارة موقف الهيئة والانطلاق منه ليبنى عليه الموقف التشاوري، وتجاهل الانحراف ومسؤولية المنحرفين حتى يوضع حد له وللمسئولين عنه.. يضع علامات استفهام على الدور المناط بالهيئات التي يدعو لها اللقاء.. وإن من أهم ما يتوجب على المتصدين لهذه القضية التوضيح الذي لا لبس فيه عن حقائق القضية باعتبارها قضية أرض عربية محتلة، وإن مسؤولية تحريرها هي مسئولية عربية، وفي مقدمتها مسؤولية الشعب المحتل في أرضه والمهجر منها وعنها في الصمود والمقاومة.. وبدلاً من الحديث عن تعريب المقاومة بكل أشكالها قيادات وكوادر وقرارات.. تم التركيز على ما يستنتج أنه بحث عن دعم عربي لكيان فلسطيني!!! هل يمكن لهذه الهيئة أن تدافع عن الثوابت بالالتزام في مقاومة التطبيع والدعوة إلى الكفاح المسلح والنزول إلى الشوارع لمقاطعة منتجات الأعداء والتدفق في الشوارع لإعلان بطلان المعاهدات والاتفاقات مع العدو.

لكل ما تقدم ندعو  لعدم حضور اللقاء المدعو له، مع علمنا ومعرفتنا وتقديرنا للمواقف الوطنية للعديد من أعضاء الهيئة الداعية، ولكن المرحلة تقتضي الوضوح وليس الغموض، والمطلوب نبذ المواقف حمالة الأوجه والمواقف التي لا تضع أساسيات القضية في صدر نشاطاتها. عمان في 20/9/2010م.

لإضافة أسمك، أرسل بريداً الكترونياً ل: alloush100@yahoo.com

 

 بهجت أبو غربية                  أحمد السعدي             د.رياض النوايسة            جواد يونس            د. طارق كيالي

 د. فتحي أبو عرجة      فايز شخاترة              د. ربحي حلوم      نعيم المدني           عبد الله حموده

حسين مجلي                وهدان عويس            بسام أبو غزالة      يسرى الفرحان       سعوده سالم

جريس قسوس             فلاح الفرخ               إبراهيم الخطيب             محمد خميس المجذوبة        عبدالعزيز صقر

د. ابراهيم علوش                   د. حيدر الزبن      يسرى الكردي                 كوثر عرار

علي حتر                             راشد الرمحي            أحمد الرمحي       ناجي علوش

عبدالله الرمحي                     سامية صالح              خضر الهمشري              محمود النوايسة

عروة سامي السيد                  م. محمد الهندي           أ. محمد كريم النهار             حمدي مطر

د. محمد الحموري                محمد البشير                د. هيكل هيكل                    عبد الجبار أبو غربية

د. محمد جميعان              عبدالله الصباحين               د. عماد لطفي ملحس           مها زبيدات

 م. جمال البطراوي           سعاد غزال                     جمال الشريف                     سوسن البرغوتي

د. فؤاد الحاج                  جميل خرطبيل                  عصام الصغير                   عماد العيسى

جعفر الجعفري                 عدلي بسيسو                   م. صائب عبيدات                 يوسف عكروش

محمود كعوش                  سليم حجار                      د. فتحي أبو عرجة              أسعد العزوني

مصطفى نويصر              حازم بقاعين                     زهور جمجوم                      د. بيتر قُمري

هدا السرحان                 د. فوزي السمهوري

الموضوعات المرتبطة

فيديو: إلى أين تتجه الأمور في غزة ؟ د. إبراهيم علوش في مقابلة مع فضائية القدس اليوم التي تبث من غزة

فيديو: إلى أين تتجه الأمور في غزة ؟ د. إبراهيم علوش في مقابلة مع فضائية القدس اليوم التي تبث من غزة     فيديو: إلى أين تتجه الأمور في غزة ؟ د. إبراهيم علوش في مقابلة مع فضائية القدس اليوم [...]

فيديو: زيارة الرئيس الأسد إلى الصين واللجنة العربية وسورية

فيديو: زيارة الرئيس الأسد إلى الصين واللجنة العربية [...]

حديث في مصطلح “الوحدة الوطنية الفلسطينية” – فيديو

حديث في مصطلح "الوحدة الوطنية الفلسطينية" - [...]
2024 الصوت العربي الحر.