إبراهيم علوش – الميادين نت
حقق الخطابُ المقاومُ، في مختلف تنويعاته، اختراقاتٍ حقيقيةً بموازاة عملية “طوفان الأقصى” التي شكلت رافعة مادية له، وشكل بدوره غطاءً وامتداداً إعلاميين لها، حتى لو اعتمدنا معايير الإعلام التقليدية لقياس فعالية الرسالة المبثوثة، مثل:
أ – حجم حركة المرور، متمثلاً بعدد زيارات صفحة أو قناة مقاوِمة ما ومشاهداتها والمعجبين بها، مقارنةً بما كانت عليه قبل عملية “طوفان الأقصى”.
ب – درجة التفاعل، متمثلةً بعدد التعليقات والإعجابات والمشاركات أو إعادة التغريدات، كنسبة من عدد المعجبين بصفحة أو قناة مقاوِمة ما، مقارنةً بما قبل 7 تشرين الأول / أوكتوبر.
ج – قوة موقفك المقاوِم، من حيث المقياسان أعلاه، مقارنةً بالصفحات المنافسة، الصهيونية أو المتصهينة، الناطقة بالعربية في هذه الحالة.
د – طول المدة التي يقضيها الزوار في تصفح أو مشاهدة القنوات المقاوِمة، مقارنةً بالسابق، وبالصفحات والقنوات الترفيهية أو الجوفاء سياسياً.
هـ – درجة تأثير الرسالة الإعلامية للصفحات والقنوات المقاوِمة، متمثلةً بمدى التجاوب مع دعوات مقاطعة المنتجات الصهيونية والداعمة للعدو الصهيوني مثلاً، أو مع دعوات الاحتجاج والتظاهر، مع العلم أن درجة التجاوب مع الرسالة الإعلانية تقاس تقليدياً بمعايير تجارية، مثل مقدار الإنفاق الإضافي للمستهلك المستهدف، على سلعة أو خدمة ما، تجاوباً مع الإعلان عنها.
و – عدد مرات تحميل المحتوى أو الملفات، أو عدد المتجاوبين مع دعوات الاشتراك في قائمة بريد نشرة إلكترونية، أو عدد المتواصلين مع البريد الإلكتروني أو نموذج الاتصال، أو عدد المشاركين في استطلاع أو عريضة خاصة بصفحة أو قناة مقاوِمة.
والمعيار دوماً هو: أ – ما قبل 7 تشرين الأول / أوكتوبر وما بعده، ب – مقارنةً بالصفحات والمواقع المنافِسة، ولا سيما الصهيونية والنفطية، وليس المقارنة المطلقة مع موقع خدمات، مثل “غوغل” أو “يوتيوب” أو “فيسبوك” أو “إنستاغرام” وما شابه، يبلغ عدد زواره مليارات.
بعض مؤشرات زيادة أثر الخطاب الإعلامي المقاوِم
يضاف إلى ذلك، بطبيعة الحال، أن هذا الارتفاع النوعي في التفاعل والتجاوب مع الصفحات والقنوات المقاوِمة، بعد “طوفان الأقصى” والعدوان الصهيوني على غزة، مقارنةً بالصفحات الصهيونية على وجه الخصوص، ولا سيما غربياً، يجري في ظروف تقييد وحظر مشددين على الخطاب المقاوِم من طرف شبكات تواصل وأقمار اصطناعية تسيطر عليها جهات معادية بصورةٍ عامة، أي أنه تطورٌ نوعي في الأداء الإعلامي المقاوِم خلف خطوط العدو، ورغماً عنه.
وهو تطورٌ ترافق أيضاً مع تزايد الإقبال على الصفحات والقنوات التي تبث من المنصات القليلة، التي لا يسيطر عليها الغرب أو الحركة الصهيونية العالمية، أو حتى على الصفحات والقنوات “الوسطية”، والتي لا تقع تحت ربقة الغرب والصهاينة تماماً، كما تجلى ذلك في الهجرة الجماعية من “فيسبوك” و”إنستغرام” إلى تطبيق “تلغرام”.
كما أنه تطورٌ ترافق مع تسييس جيلٍ صاعدٍ من اليافعين والشبان العرب، خلال بضعة أشهر، بما محا تلوثَ عقودٍ من التجهيل المنهجي في التناقض الرئيس مع العدو الصهيوني والهيمنة الغربية، وترافق ذلك بدوره مع بدء عودة الفن المقاوِم، ولا سيما الأغنية الوطنية، من الهوامش إلى الواجهة.
تكثر الأدلة إحصائياً على النقاط أعلاه، والتي كان يمكن إغراق هذه المادة بكثيرٍ منها، لكن يكفي أن نسوق بضعة أمثلة سريعاً هنا لإيضاح الفكرة، ومنها تزايد مشاهدات قنوات صنعاء الفضائية أسياً بعد دخولها بفعالية على خط صد العدوان على غزة، وتزايد متابعة خطابات السيد حسن نصرالله في صفوف الجمهور الصهيوني ذاته بعد اشتعال جبهة شمال فلسطين المحتلة، واحتمال تدحرجها إلى حربٍ مفتوحة، وتزايد متابعة قنوات الأجنحة العسكرية للفصائل الفلسطينية في وسائل التواصل ألوفاً مؤلفة، كما لا بد أن يلاحظ من شارك فيها من قبل 7 تشرين الأول / أوكتوبر ومن بعده.
كذلك، تتوقف الحركة تماماً في المرافق العامة والخاصة أحياناً في بعض المدن العربية لدى بث كلمة لأبي عبيدة أو أبي حمزة. ويعود الخبر الفلسطيني، ولا سيما الغزي، إلى رأس النشرات الإخبارية.
وينتشر الفيديو القصير المتعلق بفلسطين وغزة عالمياً بصورةٍ لم يسبق لها مثيل. ويتدفق عشرات، إن لم نقل مئات وآلاف، المعلقين الغربيين على خطوط إنتاج الفيديوهات والتعليقات المناصرة لغزة وفلسطين، وبسقوف عاليةٍ جداً تدعو للتحرير من النهر إلى البحر.
ويزدهر الفيديو القصير، الذي ينقل معاناة الغزيين للعالم، وإنجازات المقاومة المسلحة لجمهورها، عبر شبكة علاقات ومجموعات خاصة، وبصورةٍ لا يمكن إيقافها من دون إيقاف شبكة الإنترنت ذاتها.
مبادرة جماهيرية لا بد من أن تعتريها شوائب
لعل من أبرز سمات هذا التطور، من جهةٍ أخرى، اتخاذه طابع مبادرة جماهيرية انخرط فيها عشرات آلاف الشباب العربي ممن أعطتهم اللحظة الغزية الراهنة حيزاً لتطوير أدوات خطابهم وتوظيف البرامج والتطبيقات المتاحة إلكترونياً لإطلاق إبداعاتهم، كأنهم أذرعٌ إعلاميةٌ غير رسمية للأجنحة العسكرية التي تقارع العدوان الصهيوني والأمريكي على جبهة غزة وكل الجبهات المساندة، بل كأنهم، أكثر من ذلك، الرد الشعبي العربي على محاولة اختطاف الوعي العربي ليبرالياً على أيدي المنظمات غير الحكومة الممولة أجنبياً.
ومثل أي مبادرة جماهيرية، في خضم أي معركة كبرى، كتلك التي ينخرط فيها بعض أمتنا اليوم، لا بد من أن يعتري رسائلها الإعلامية بعض التشوش وعدم الوضوح والأخطاء أحياناً، برأيي المتواضع، على الرغم من كل الإنجازات المتحققة، والتي جرى إيراد بعضها أعلاه.
ما يلي إذاً محاولة لإثارة نقاش حول مضامين بعض الرسائل التي يجري بثها، والتي يتقاطع عندها عددٌ من التعليقات والفيديوهات، من دون أن ينال ذلك قيد أنملة من أهمية ما تحقق ووزنه ودوره كرديفٍ لحرب لعملية “طوفان الأقصى” إعلامياً.
تتواتر في بعض الفيديوهات والتعليقات رسالة التهجم على العروبة والعرب بصورةٍ عامةٍ، بجريرة تواطؤ بعض الأنظمة والحكام العرب وتطبيعهم مع العدو الصهيوني، وتخاذل آخرين وتقاعسهم عن نصرة غزة، أو بجريرة عدم قيام الشارع العربي قومة رجلٍ واحدٍ لفك الحصار عن غزة ووضع حد للتطبيع، عند البعض.
ونلاحظ أن الرسالة المناهضة للعرب والعروبة تَكرر بثها لدى كل جزء من الشعب العربي تعرض لعدوانٍ وحصار في العقود الأخيرة، من العراق إلى ليبيا إلى سورية إلى اليمن، في محاولة لإيصال الشعب العربي برمته إلى التنكر لهويته وتبخيسها ورفع جدران العداء مع العرب الآخرين. وكان مآل عنوان فك الارتباط مع العروبة دوماً التخلي عن القضية الفلسطينية، وبالتالي، فإن تعزيز هذه الرسالة المناهضة للعروبة والعرب لا يخدم فلسطين على الإطلاق.
لكنْ، ثمة عدة إشكالات في رسالة التهجم على العروبة والعرب، إعلامياً وسياسياً ومبدئياً. فإذا كان المطلوب هو حض المواطن العربي على التحرك نصرةً لغزة، وبإسم الرابط العروبي، فإن شتمه وشتمها واتهامه بانعدام الهمة والحمية، وبأنه لا جدوى منه، يمثل، إعلامياً، استراتيجية تطفيش وتنفير، لا استراتيجية تفعيل وتحفيز لا بد لها من الانطلاق من القواسم المشتركة بين المواطنين العرب، ومن التعامل منهجياً مع العوائق التي تشل فعلياً مبادرة المواطنين العرب وفعاليتهم، مثل الأنظمة العربية، وحدود التجزئة القُطرية ذاتها، لا أن تعمل على توسيع الشقوق بين العرب.
على سبيل المثال، نُقِل عن مصادر أمنية صهيونية أن ما يعوق تحرك المواطن الفلسطيني في الضفة الغربية نصرةً لغزة، وخصوصاً في جنوبيها، هو سلطة التنسيق الأمني فيها، فهل نبدأ شتم المواطن الفلسطيني في الضفة الغربية، أو في الأرض المحتلة عام 48، أو في الشتات، والتشكيك في فلسطينيته ومشاعره، أم نبدأ التفكير معه في كيفية تجاوز العوائق التي تعوق نصرته لغزة؟ وفي وضع آليات عملية فعالة لتجاوزها، كما فعل اليمن، وكما فعل بعض العراقيين واللبنانيين؟
ضرورة التمييز بين الأنظمة والهوية العربية
من المفهوم والبديهي أن تدان الأنظمة العربية على تواطئها وتطبيعها وتخاذلها وتقاعسها، وأن تدان منظومة التجزئة التي وجدت لتنتج مثل هذه العجز أساساً. أما أخذ العروبة والعرب أجمعين بجريرة أنظمتهم وحكامهم، وفيهم عشرات الملايين، على الأقل، ممن يتمنون لو تتاح لهم الفرصة أن يقاتلوا ويستشهدوا في فلسطين، فإن من المؤكد أن ذلك لا يمثل رسالةً إعلاميةً فعالةً.
إن تلك ردة فعلٍ رعناء ورسالةٌ تفرِّخ الهزيمة موضوعياً، لأنها تدمر احتياطتنا الاستراتيجي، وتتركنا معزولين أمام خيار التفاهم مع الطرف الأمريكي-الصهيوني، “ما دامت الأمة العربية لم تسارع إلى نجدتنا”، أي أنها تفرخ نزعة التسوية والاستسلام فلسطينياً، ومن هنا خطورة شعار “يا وحدنا” الذي طالما مرر في الساحة الفلسطينية من أجل ترويج مقولة “حل الدولتين” ضمن تفاهمٍ مع الطرف الأمريكي-الصهيوني.
يجب ألا ننسى أن ملايين المواطنين العرب في المغرب وفي اليمن خرجوا نصرةً لغزة الجمعة الفائت فقط. كما أن المقاومات اللبنانية والعراقية واليمنية، والتي انخرطت في مسعى إيقاف العدوان الصهيوني على غزة، عربية الهوية بالمحصلة، حتى لو لم تكن قومية التوجه عقائدياً.
ويجب ألا ننسى أن سورية حاضنة المقاومات، والتي تتعرض للعدوان الصهيوني منذ ما قبل العدوان على غزة، والتي تنطلق الصواريخ من جولانها دورياً دعماً لغزة، عربية الهوية وعروبية الهوى.
فكيف نتناسى ذلك كله؟ بدلاً من أن نفكر: لماذا خرج الشارع العربي بالملايين بعد 7 تشرين الأول / أوكتوبر، ثم عاد معظمه إلى الركود؟ وما هو المطلوب لإعادة إحياء زخمه مجدداً اليوم؟
هل يخدم تبخيس العروبة التيار الإسلامي أو غزة؟
بناءً على المقياس ذاته، نقول إن تطبيع النظام التركي واسع النطاق مع العدو الصهيوني، وغيره من الأنظمة المسلمة، لا يُسقِط الإسلام والمسلمين، بل يسقط النظام والحاكم المطبع فحسب. كما أن التركيز على الإسلام، وتهميش العروبة، لا يخدم قضية غزة، لأن الأقربين أولى بواجب النصرة.
والأقربون عرب، فإن قيل نعفي العرب من واجب القتال، لأن المسؤولية تقع على عموم المسلمين بغض النظر عن الشعب الذي ينتمون إليه، فإن ذلك يعفي العربي المجاور، المصري والأردني واللبناني والسوري والعراقي، من مسؤوليته، في انتظار أن يأتي المسلم الأندونيسي والباكستاني والنيجيري من بعيد لتحرير فلسطين.
وإذا قيل، كما يفعل البعض، نُسِقط العربي والمسلم من الحساب، وإنما الاعتماد على أحرار العالم، فهل يعني ذلك أن نصرخ، حين يجري التعدي على غزة أو غيرها: “أين المكسيك؟ أين قبائل الأسكيمو؟ أين الفايكنغ شمالي أوروبا؟”، لا، أين العرب والمسلمون؟
نلاحظ، في المقابل، أن خطاب عامة الغزيين، كما ورد في بعض الفيديوهات المنقولة عنهم، أكثر دقةً وأصالةً، فهو يناشد عموم العرب والمسلمين، لكنه يحمّل الفلسطيني والمصري والأردني، والعربي الأقرب لفلسطين، المسؤولية أولاً، وهذا الخط العروبي هو من عمق تعاليم الإسلام، ولا يخالفها، إذ إن مسؤولية النصرة تقع على الأقربين أولاً، بمقياس الفطرة، وبأي مقياس قومي إو إسلامي أو أممي.
وكذلك طبعاً الموقف من موالاة المعتدين، والتطبيع معهم، والانصياع لإملاءاتهم في محاصرة غزة وفي فك الحصار عن العدو الصهيوني، فهو واضح، قومياً وإسلامياً، لكن النقطة أنه أشد إيلاماً ووطأةً عندما يقترفه الأقربون، وخصوصاً في زمن الحرب.
فالمطبع الفلسطيني أكثر إيقاعاً للضرر، ثم المطبع العربي، ثم المطبع المسلم البعيد، ثم المطبع غير العربي وغير المسلم، والذي ربما نأخذه بالكثير من المداراة عندما يكرر على مسامعنا الحجج الصهيونية التي تلقنها، من العربي أو المسلم المطبع أو المتساقط.
وحتى من بين الأجانب، نستهجن التطبيع من الشرقي، الروسي أو الهندي، أكثر مما نستهجنه من الغربي، والذي بدأ يصحو من سباته الآن، وكان ذلك من بركات “طوفان الأقصى”.
ولا يبرر تطبيعٌ تطبيعاً طبعاً، ولا الخيانة خيانةً، ولا توجد حركة تحرر عبر التاريخ لم تعرف خونة وجواسيس وانتهازيين من أبناء جلدتها، لكنّ ذلك لا يمثل ذريعةً لأحد لعدم دعم حركات التحرر.
فحتى في فيتنام والجزائر وجنوب لبنان وغيره كان يوجد دوماً متعاونون مع الاحتلالات، لكن كم سيبدو سخيفاً من يتذرع بأولئك الساقطين لعدم دعم حركات التحرر من الاحتلال حول العالم!
أخيراً، وليس آخراً، فلينتبه جيداً من يظنون أنهم بالتهجم على العروبة والعرب يزكون محور المقاومة على الخيار القومي، إلى أن ما يقولونه يعد أفضل ذخيرة إعلامية في أيدي الإعلام النفطي والغازي لوسم مشروع المقاومة بأنه “جزء من أجندة خارجية”، غير عربية، أو حتى طائفية، في حين أن المقاومة، في هذه اللحظة التاريخية، هي مصلحة استراتيجية عليا للأمة العربية بكل طوائفها وأقطارها ومناطقها، برجالها ونسائها وأطفالها وشيوخها.
فتلك سقطةٌ إعلامية وسياسية كبرى لا بد من الحذر منها، فضلاً عن كونها تشق الصفوف في حين أن المطلوب هو حشد أوسع القوى حول خيار المقاومة في مواجهة العدو الصهيوني والهيمنة الغربية، سواءٌ كان دافع تبني ذلك الخيار قومياً أو يسارياً أو إسلامياً أو إنسانياً.
ولننظر كيف عزز دخول اليمن الميدان، دعماً لغزة، الوحدة الوطنية اليمنية، وكيف دفع بعض اليمنيين ممن كانوا يعارضون حركة أنصار الله، إلى الالتفاف حولها، وكيف رفع إشعال جبهة جنوبي لبنان، والهجمات على القواعد الأمريكية في العراق وسورية، واستهداف المقاومات مواقع في الكيان الصهيوني، أسهُمَ محور المقاومة في الشارع العربي.
وفي المحصلة، كان تحسين صورة الإسلام من فوائد عملية “طوفان الأقصى” العديدة، كما كان من فوائدها كشف الصورة الحقيقية للكيان الصهيوني لدى كثيرٍ من غير العرب وغير المسلمين، والذين وقفوا مع فلسطين وغزة إما لدوافع إنسانية، وإما لدوافع يسارية مناهِضة للإمبريالية تجذرت في اتجاه مناهضة الصهيونية أكثر فأكثر. فلنحذر إذاً من الخطاب الذي يشق الصفوف في لحظة المواجهة الفاصلة.
وعندما يأتي النصر، سيكون لغزة أولاً، ولفلسطين، لكنْ سيكون لأحرار العرب والمسلمين والعالم حصةٌ فيه أيضاً. أما إذا أردنا مشروعاً حقيقياً لتحرير فلسطين، فإن ذلك لن يأتي من دون تفعيل الشارع العربي، والذي لن يأتي بدوره عبر محاولة مسخ ذلك الشارع وتحقيره أو السعي لشطب هويته.