إن مقاطعة ثلثي الناخبين المصريين للاستفتاء الأخير هي أهم من عدد المصوتين بنعم أو المصوتين بلا على الدستور الذي يسعى لتطويب مصر للإسلامويين… ولعل هذه المقاطعة الواسعة تعكس عدم قناعة المواطن المصري العادي بطرفي “الثورة”، فأحدهما تابع ومطبع بلحية وثوب، والآخر تابع ومطبع ببدلة وكرافة… فالبرادعي وعمرو موسي ليسا بأفضل من مرسي، وصباحي لم يثبت أنه بديل حقيقي بعد. والصراع بين الطرفين لم يطرح القضايا الحقيقية، قضايا التبعية والتطبيع والعدل الاجتماعي والتنمية ودور مصر العربي الوحدوي. وكل هذا يدل أن حيزاً كبيراً يبقى فارغاً ليملأه التيار القومي الجذري. فعشت يا إرث جمال عبد الناصر… فهذا هو حيزك الكبير في قلوبنا.