…فهي ظاهرة جديدة غير مسبوقة تحتاج إلى إضاءة.
أولاً، أوباما يريد أن يرد على دعم نتنياهو لرومني في الانتخابات الرئاسية الأمريكية الأخيرة بإسقاط تحالفه الانتخابي… والساسة العرب (و”اليساريون الإسرائيليون”) هنا أصبحوا جنود الولايات المتحدة في معركة ليست في الواقع معركتنا، باعتبار أن الصوت العربي يمكن أن يذهب لما يسمى “اليسار”، أكثر مما يمكن أن يذهب لليمين الصهيوني، والمطلوب هو حرمان تحالف نتنياهو اليميني من الحصول على أغلبية برلمانية تمكنه من تشكيل الحكومة من جديد.
ثانياً، الأمر بين أوباما ونتنياهو لا يتعلق بثأر شخصي بالطبع، بل بمسار ما يسمى “الربيع العربي” وكل الأوضاع في المنطقة، وقد سبق أن كتبت عندما تكشف الدعم الأمريكي-الأوروبي للإسلامويين و”ثوار” الإنترنت أن اليمين الصهيوني المتطرف، الذي يعتقد أن السيطرة على حجرين إضافيين بين القدس والبحر الميت أهم من مشروع “الشرق الأوسط الكبير” والهيمنة على الإقليم، بات يشكل عائقاً كبيراً لتقدم “الربيع العربي”، فلا بد من استبداله بحزب صهيوني أقل تمسكاً بالهبل التلمودي لكي يسير المشروع الأمريكي بصورة أكثر سلاسة.
وهنا بيت القصيد. لو تمكنت الإدارة الإمريكية من الإتيان بطرف صهيوني أكثر استعداداً للأخذ والرد في عملية التسوية، بتحقيق مطلب تافه وسخيف مثل “تجميد الاستيطان” مثلاً، فإن ذلك سيسكّن الملف الفلسطيني، بما يسمح بإعطاء المزيد من الزخم لتركيز “ثوار” “الربيع العربي” على الشأن المحلي، باتجاه تحقيق “الإصلاح الدستوري والانتخابي” على النمط الأمريكي، أو باتجاه التركيز على حقوق الطوائف والأقليات العرقية والمناطق الراغبة بالانفصال الخ…
لذلك، فإن حماقة اليمين الصهيوني المتطرف التوراتية تشكل حماية أفضل للنسيج الاجتماعي والسياسي العربي، أو ما تبقى منه، في المدى المنظور…
وفي الحالتين، فإن مقاطعة انتخابات الكنيست هي الأصح.
إبراهيم علوش
للمشاركة على الفيسبوك:
http://www.facebook.com/permalink.php?story_fbid=592204884130084&id=100000217333066