حول الأزمة السورية وتعاطي الأردن الرسمي والشعبي معها… مقابلة مع إذاعة صوت روسيا/ أقل من عشرة دقائق

September 19th 2013 | كتبها

 


 

لسماع التسجيل صوتياً اضغط على الرابط أدناه

http://arabic.ruvr.ru/2013_09_16/121456918/

 

حوار مع الكاتب والمحلل السياسي د. إبراهيم علوش

حاوره: فهيم الصوراني

نص الحوار:

سؤال: الكاتب والمحلل السياسي الدكتور إبراهيم علوش أهلا ومرحبا بك ضيفا على إذاعة صوت روسيا من موسكو، أناقش مع حضرتك آخر تطورات الملف السوري ولا سيما فيما يرتبط بالموقف الأردني كذلك، كما هو معروف سورية انضمت رسميا إلى معاهدة حظر نشر السلاح الكيماوي، بعض القراءات تقول أنه سوف يجنبها التعرض إلى ضربة عسكرية من قبل الولايات المتحدة الأمريكية، ولكن في المقابل إذا انتقلنا إلى المشهد الأردني لطالما تميز الموقف الأردني بموقف من الغموض حيال ما يجري في سورية وتضارب في المواقف، برأيكم هذا التطور الأخير فيما يتعلق بالأزمة وربما تراجع نوعا وإن كان نسبيا في خطر توجيه ضربة عسكرية إلى سورية هل يريح في واقع الحال النظام في الأردن هذا التطور؟

جواب: إن هذا التطور يريح كل المنطقة لأن حربا من هذا النوع يعرف الجميع كيف تبدأ ولا يعرف أحد كيف تنتهي، سوف تجلب وبالا وخيما على كل الأطراف بدون استثناء، صحيح أن الكيان الصهيوني كان سيعاني ربما أكثر من سورية إذا لم يعاني مثلها ولكن سورية أيضا كانت تتعرض لدمار كبير كما رأينا من خلال أمثلة العراق وليبيا ويوغسلافيا من قبل، ولا شك بأن حربا من هذا النوع كانت ستكون لها آثار مدمرة على المحيط سواء من نواحي عسكرية أو من نواحي إنسانية، من ناحية اللاجئين أو من الناحية الاقتصادية أو من ناحية تصدير الإرهاب من خلال الجماعات المسلحة التي لا يمكن احتواؤها ضمن حدود قطر واحد هو سورية وبالتالي تنفيس هذا الاحتقان لدرجة ما كما تفضلت نسبيا هو أمر مفيد للجميع شعبا وأنظمة ومن ناحية سورية ومن ناحية أعداء سورية، بالنسبة للنظام الأردني كما تفضلت كان يحاول أن يسير ضمن المنطقة الرمادية، نعم تم تسهيل تمرير المتطوعين من السلفيين والأسلحة في كثير من الحالات عبر الحدود الأردنية إلى سورية، ولكن في نفس الوقت كان هناك ترددا كبيرا في الدخول مباشرة في هذه الحرب وهناك أطراف ضمن النظام كانت تحاول ألا تنخرط في هذه اللعبة لأنها تعرف عواقب ذلك على الأردن كدولة وكنظام ناهيك كعواقب على الأردن من ناحية الاقتصاد ومن ناحية الشعب، لذلك أنا أعتقد أن هذا التطور يقوي الشخصيات والجهات داخل الدولة الأردنية التي لا ترغب بأن يتحول الأردن إلى منصة للعدوان إلى سورية مع الإدراك أن ثمة شخصيات وأطراف داخل النظام معنية بالانخراط في المشروع الأمريكي الصهيوني، وهناك عدة عوامل: داخليا في الأردن هناك جهات تشد باتجاه الابتعاد عن الأزمة السورية وعدم الانخراط فيها وجهات مرتبطة بشكل مباشر بالأمريكان والصهاينة معنية بالانخراط بالأزمة السورية، وهناك أيضا العامل الإقليمي، السعودية تدفع الأردن من أجل الانخراط في الأزمة السورية، ولكن مصلحة النظام كنظام إذا أخذنا هذه المصلحة بمعزل عن الارتهان للبترودولار السعودي والخليجي هي عدم التورط، وهناك طبعا الضغط الأمريكي الذي يدفع باتجاه التورط، وهناك بالمقابل ضغطا شعبيا أردنيا يدفع باتجاه عدم التورط في الأزمة السورية، فحصيلة هذه العوامل المتناقضة والمتعاكسة هو الوجود في المنطقة الرمادية كما رأينا ومحاولة موازنة كل هذه الاعتبارات، ولكن بالنهاية الأردن طرفا ثانويا بالعدوان على سورية ولكنه طرفا.

سؤال: دكتور لو وضعنا الأمور في ميزان الربح والخسارة، تقريبا ثلاث سنوات مرت على بدء الأزمة في سورية، في الأشهر الأولى كان هناك حديثا بأن النظام سيسقط سريعا، لكن النظام السوري ما زال موجودا، وخلال الثلاث سنوات هذه لو وضعنا الأمور في ميزان الربح والخسارة ما هو الثمن الذي دفعه الأردن حتى اللحظة لاستمرار هذه الأزمة سواء فيما يتعلق بالأوضاع الداخلية الاقتصادية والاجتماعية أو فيما يتعلق منها بالموقف السياسي؟

جواب: أولا هناك مليون لاجئ سوري وهؤلاء يشكلون ضغطا على البنية التحتية الأردنية المضغوطة أصلا التي لا تكفي الأردنيين أصلا ، وهذا يمثل عبئا كبيرا على الموازنة ويمثل أيضا في مناطق شمالي الأردن تغييرا حقيقيا للديموغرافية، أي في بعض المناطق نسبة اللاجئين أعلى بكثير من نسبة الأردنيين، هناك ضغط على الأحواض المائية، والأردن كما تعلم دولة فقيرة بالمياه، وهناك طبعا الضغط الاقتصادي لأنه الأردن كان يعتمد على سورية للاستيراد والتصدير بدرجة كبيرة وخاصة بالنسبة للمنتجات الزراعية، فحصل تضرر كبير لمناطق الأغوار، كثير من المنتجات الزراعية الأردنية كانت تصدر عبر سورية وهذا الآن أصبح صعبا، وبالتالي عليهم أن يأخذوا طريقا أطول بكثير للوصول إلى روسيا وغيرها لتصدير المنتجات الزراعية وهذا مجرد مثال، وكان هناك انعكاس على الأردن من ناحية التبادل الاقتصادي بين سورية والأردن، وهناك انعكاسات أخرى غير مصرح عنها، وأنا أعتقد أن تمركز الجماعات الإرهابية في سورية كما حدث في أفغانستان من قبل هذا يؤدي إلى خلق بؤرة لهم يمكن بعدها أن يصدروا إرهابهم إلى بقية الدول ومنهم الأردن، أي أن الذي يذهب من الأردن إلى سورية يأخذ خبرة قتالية هناك ويتأثر بدرجة أكبر بالجماعات الذي يذهب للتعاطي معها تنظيميا ويعود معبأ إذا كان قد ذهب متطوعا ويعود ضمن إطار تنظيمي معين بشكل أو بآخر يرتبط بتنظيم القاعدة، ومن هنا يوجد مخاطر أمنية خاصة على استقرار الأردن وعلى أمنه وهذا طبعا مرشح للتزايد في حال أن لا سمح الله أن النظام فقد السيطرة على سورية أو على اجزاء منها، وهذا كما تفضلت ما لم يحدث لأن النظام الذي تنبأوا بسقوطه بقي بعد الذين تنبأوا بسقوطه، هم سقطوا وهو بقي، ولكن بالرغم من ذلك يوجد ثقافة إرهابية تحكي عن البعد الذي يتعلق بتصدير هذه الثقافة إلى الأردن وغير الأردن وفي الواقع إلى لبنان وإلى أماكن أخرى مثل العراق وبالعكس من العراق إلى سورية.

سؤال: دكتور ابراهيم كما هو معروف هناك جماعات سلفية متشددة في الأردن تعلن صراحة أنها ترسل مقاتلين إلى سورية، ولكن لو أخذنا الموضوع بشكل أوسع فيما يتعلق بالرأي العام الأردني من الأحداث في سورية، حضرتك ناشط سياسي متابع لتطورات الملف السوري، كما التقيت شخصيا بالرئيس بشار الأسد هل يمكن أن نقول أن تبدلا أيضا لامس الرأي العام في الأردن تجاه الأوضاع في سورية خلال ثلاثة أعوام من الأزمة؟

جواب: مئة بالمئة، يعني أستطيع أن أقول لك في بداية الأزمة كان معظم الناس يميلون ضد الدولة السورية وكانوا لا يزالون تحت الوهم بأن ثمة ربيع عربي وبأن انتفاضة شعبية تريد الإطاحة بالأنظمة وإلى آخره، انكشفت هذه الأوراق سريعا بالنسبة لنا ولكن بالنسبة لعدد كبير من الناس بقوا في حالة من التردد والذهول لا يعرفون ماذا يجري، وبدأ الانتقال أولا من حالة العداء إلى حالة الضبابية وعدم الإدراك الكامل للحالة الغامضة ومن ثم هناك تحولا حقيقيا بالنسبة لأقسام واسعة ولا أقول الأغلبية أو الكل طبعا، ولكن يوجد أقسام واسعة من الرأي العام الأردني انتقلت بوضوح الآن إلى جانب الدولة السورية بقيادة الرئيس بشار الأسد وهذا الأمر تزايد بشكل متصاعد بعد الحشد الأمريكي على حدود سورية، على عكس ما جرى في ليبيا، عندما تم قصف ليبيا وتدميرها دون ردة فعل شعبية عربية خاصة في الدول المجاورة التي يفترض أنها تعيش ثورات مثل تونس ومصر، اليوم الذي حدث في الأردن وفي بقية الوطن العربي حقيقة هو ردة فعل شعبية قوية وفي الأردن كانت هناك حراكات كانت تجري وبشكل يومي ضد ضربة سورية وهذا كان يصب بالضرورة في مصلحة الدولة السورية وكان يؤدي إلى تزايد الاصطفاف بشكل يومي إلى جانب سورية، ونستطيع أن نقول نعم مئة بالمئة، طبعا لا زالت هناك قطاعات واسعة أيضا مضللة ولكن أستطيع القول أن العداء خف كثيرا وبأن بعض أو كثيرا من الذين كانوا في الوسط انتقلوا إلى تأييد الدولة السورية وما زالت هذه العملية مستمرة في الواقع، أي أنها لم تنته بعد، وأعتقد أن الخطوات التي يقوم بها النظام السوري لمعالجة الأزمة تكسبه يوميا المزيد من التأييد وخاصة بالنسبة لقصة الموافقة على توقيع معاهدة حظر الأسلحة الكيماوية، وهذا سينزع الذريعة بأن سورية تستخدم الكيماوي وإلى آخره، أي أنه سوف يقطع الشك باليقين من هذه الناحية.

 

للمشاركة على الفيسبوك:

 

https://www.facebook.com/permalink.php?story_fbid=726430584040846&id=100000217333066

 

 

 

 

الموضوعات المرتبطة

ماذا تعني دعوة القوى الدولية لـ”حماية الأقليات” السورية؟

إبراهيم علوش – الميادين نت كفى بالمرء دليلاً على وجود نخبة عالمية متنفذة تُؤرجِحُ خيوط المشهد من خلف الستائر ومن أمامها أن يتزايدَ الانفتاحُ، دولياً وعربياً وإسلامياً، على النظام الجديد [...]

هل طوفان الأقصى “مؤامرة” على محور المقاومة؟

  إبراهيم علوش – الميادين نت على ضفتي سنة 2000، احتدم جدال في الساحة الفلسطينية، وبين المعنيين بالشأن الفلسطيني، بشأن العمليات الاستشهادية التي أثخنت الكيان الصهيوني رعباً وقتلى وجرحى.  [...]

ترامب يجابه الدولة العميقة على صعيدي المساعدات الخارجية وأوكرانيا

  إبراهيم علوش – الميادين نت لأن أي تحول جوهري في بنية المؤسسة الحاكمة في الولايات المتحدة، وبالتالي في توجهاتها، تنعكس ظلاله بالضرورة على مصفوفة العلاقات الدولية، وبالتالي على مسار [...]

هل يصمد وقف إطلاق النار في غزة؟

  إبراهيم علوش – الميادين نت كان لافتاً ضغط ترامب على نتنياهو للقبول باتفاق وقف إطلاق نار في غزة.  بات واضحاً أنه الاتفاق ذاته الذي عملت إدارة بايدن على صياغته في أيار / مايو الفائت، [...]

مسألة هوية “سوريا الجديدة”: برميل بارود برسم الانفجار

  إبراهيم علوش – الميادين نت يبدو أن هناك تواطؤاً سورياً عاماً، من جراء إرهاق الحصار ربما، ووطأة سنوات القتال، على تمرير "المرحلة الانتقالية"، ريثما تتضح معالم ما يسميه البعض "سوريا [...]
2025 الصوت العربي الحر.