القومي الحقيقي لا يمكن أن يكون طائفياً. إذا كانت بوصلته مصلحة الأمة حقاً، فإنه يقيّم أي مواطن عربي بناء على اصطفافه السياسي مع أو ضد مصلحة الأمة دون أن يلحظ إسم أبيه وما إذا كان يزيد أو حسيناً أو حنا. العمالة كما البسالة لا طائفة لها. والطائفيون ملةٌ واحدة سواء كانوا سنة أو شيعة أو مسيحيين، والمقاومون من كل الطوائف ملةٌ واحدة، وداعش هي داعش في الرقة ودير الزور ونينوى وصلاح الدين والأنبار، ولا أفهم من يعاديها هنا ويؤيدها هناك، فلا يمكن أن يرضى قومي حقيقي بربط اسمه بأكلة الأكباد والقلوب. إنما تعمينا الثارات الصغيرة منذ حرب البسوس.
العراق الموحد تحت أي علم خير من العراق المقسم. وليس من القومية أو الوطنية بشيء أن نعارض النظام بتقسيم الأوطان. البترودولار ليس صديقاً للعراق. ومن يقف مع العراق العربي الموحد لا يلجأ لمن تآمروا عليه ودمروه. والتدخل الدولي مرفوض، مع أو بدون غطاء من الأمم المتحدة، إنما يجب على العراقيين من كل الطوائف، من كل الطوائف، من كل الطوائف، أن يستعيدوا ما اغتصبته أيدي داعش… ومن يزعم أنها “نهضة قومية” فليجبنا: لماذا اقتصرت على محافظات دون غيرها، وعلى طوائف دون غيرها؟ هل من المنطقي أن يتخذ البعث من داعش راية وواجهة؟ ولماذا نرى رايات داعش ولا نرى رايات البعث؟ أين الشعارات القومية العربية في الحراك؟
لو رأى القائد الشهيد صدام حسين مثل هذا التزوير لقال: أنا لست بعثياً… وفي الرياح السيئة يعتمد القلبُ.
إبراهيم علوش
للمشاركة على الفيسبوك:
https://www.facebook.com/permalink.php?story_fbid=896187723731797&id=100000217333066