موقفنا من الانتخابات الرئاسية المقبلة في تونس: نعم للخيار الثالث

November 20th 2014 | كتبها

Tunisia Flag

تعيش تونس اليوم، في هذا الظرف الحساس الذي تمر به أمتنا العربية، على وقع الانتخابات الرئاسية بعد أن طويت ما يسمى بالمرحلة الانتقالية التي كانت حركة النهضة الاخوانية أبرز عناوينها، وكانت تلك المرحلة شاهدة على جرائم الاسلام السياسي في حق تونس والأمة العربية وشاهدة على تخندقهم في صف الامبريالية والصهيونية. ولعل من أبرز الأمثلة على ذلك زيارات راشد الغنوشي المتكررة للمنظمة الصهيونية “آيباك”، ورفض كتلة “حركة النهضة” إدراج فصل في الدستور التونسي يجرّم التطبيع مع العدو الصهيوني، وقيام كوادر الحركة وجمعياتها المموّلة من قطر بالتغرير بشباب تونس وتسفيرهم لقتل اخوانهم في سورية، واستقبالهم لمؤتمر أعداء سورية، وتنامي ظاهرة الارهاب والتكفير والاغتيالات السياسية في عهدهم، بالإضافة إلى تدهور القدرة المعيشية للمواطن التونسي بشكل كارثي وعدم تفعيل المحاسبة والقضاء على الفساد القديم، وتفشي فساد ومحسوبية جديدين لصالح أتباع النهضة والترويكا من خلال منحهم مناصب تمكّنهم من الامساك بدواليب الدولة.

لذلك كله أفرزت نتائج الانتخابات التشريعية تراجعا ملحوظا في شعبية حركة النهضة واضمحلال ما يسمى بـ”المؤتمر من أجل الجمهورية”، حزب المرزوقي ربيب وصنيعة حركة النهضة وقطر. واليوم تستميت النهضة، بعد انحسارها وتراجعها في الانتخابات التشريعية، من أجل إيصال المنصف المرزوقي الى قصر قرطاج مرة أخرى خدمة لمشروعها الذي يمثل محور قطر-تركيا-الاخوان المتحالف مع الامبريالية والصهيونية والذي لن يجدوا افضل من المرزوقي صديق جورج سوروس وبرنار ليفي لتمثيله.

إن الانتخابات الرئاسية التونسية سيكون لها تأثير مباشر على مستوى الاقليم (ليبيا، الجزائر) وعلى المستوى القومي (مصر، سورية..)، ونظرا للخطورة البالغة التي يشكّلها المرزوقي على أمن تونس وأمن الوطن العربي برمته بات لزاما علينا كقوى قومية التصدي له وتنبيه ابناء شعبنا من خطورته بالدرجة الاولى.

إننا نحن القوى السياسية والشخصيات الوطنية الممضية أسفله من منطلق حرصنا على أمن تونس الذي هو من أمن الأمة العربية نعلن عن موقفنا من الانتخابات الرئاسية الذي يتلخص في ما يلي:

1) نرى أن المنصف المرزوقي يمثل أسوأ خيار على الإطلاق من بين كل المترشحين لأنه يمثل أداة اخوانية وأداة بيد الغرب لخدمة مصالحهم بدليل توجهاته الداعمة للإرهاب والعدوان الصهيو-أمريكي على الامة العربية منذ العدوان على العراق، وما حصل في ليبيا وسورية، وقطعه للعلاقات مع الجمهورية العربية السورية، وتصريحاته المستفزِة والمعادية لمصر، وتصريحاته وتصرفاته التي تهدد الأمن الجزائري، كاحتضانه للقاء في تونس بين الصهيوني برنارد ليفي وما يسمى بناشطين أباضيين جزائريين مع اخوان ليبيا الخ…

2) نعلن رفضنا لحالة الاستقطاب الثنائي التي يروج لها بين منظومتين: الأولى تمثل منظومة الفساد التي حكمت تونس لفترة تزيد عن نصف قرن، وهي المنظومة التي أذاقت شعبنا الويلات وعملت على تكريس تبعية تونس للغرب منذ تولي بورقيبة الحكم حتى فترة بن علي. أما المنظومة الثانية فهي منظومة الاخوان المتأسلمين ممثلة في حركة النهضة ومرشحها للرئاسة المنصف المرزوقي. إننا لا يمكن ان ننسى أن “حركة النهضة” هي التي أعادت المنظومة القديمة الى الشرعية لتتنافس معها وتلغي واياها اي تواجد لقوة قومية أو ثورية حقيقية تهدّدهما معا، كما ان المنظومة القديمة يروق لها ان تتنافس مع الاسلام السياسي الذي انكشفت حقيقته البشعة ويسهل منافسته في غياب او تغييب القوى الوطنية والقومية والثورية الحقيقية.

3) نعتبر أن السبيل الوحيد للخروج من براثن كلا الرجعيتين بشكليهما الحداثوي والمتأسلم يكون عن طريق دعم خيار ثالث له حظوظ بالفوز وقادر على إزاحة خطر المرزوقي بدرجة أولى ثم طغمة “التجمّع الدستوري”، وهذا متوفّر في بعض الوجوه الجديدة من المترشّحين الشبان غير المرتبطين بالمنظومتين القديمة والجديدة ممن لديهم القدرة على إبعاد هذا الكابوس. إن إزاحة المرزوقي من الدورة الاولى تندرج في إطار تقديم درء المفاسد على جلب المصالح، وبعيدا عن خيارات كلا الطرفين التي تكرس تبعية تونس للغرب والمعادية للأمة العربية. ويبقى الحل الجذري هو الانخراط في بناء مشروع وطني تحرري وحدوي ينبني على المصلحة الوطنية التونسية التي لا يمكن فصلها بأية حال عن المصلحة القومية العربية.

لا لحكم الظلاميين وأتباعهم! لا لعودة منظومة الفساد والتبعية القديمة! نعم للخيار الثالث!

الموقعون:

لائحة القومي العربي
حزب الثوابت
حزب الجبهة الشعبية الوحدوية
جمعية الشباب العربي
جمعية الأخوّة والمواطنة العربية
اللجنة التونسية لمقاومة الاستعمار ومناهضة التطبيع مع الكيان الصهيوني
الجمعية التونسية للثقافة العربية بجرجيس
مجموعة من الشخصيات الوطنية والمواطنين
وتبقى القائمة مفتوحة لكلّ من يريد الانضمام إلى هذا الموقف (الاتصال بأحد الاطراف المذكورة أعلاه)

للمشاركة على الفيسبوك:

https://www.facebook.com/419327771412740/photos/a.419967428015441.105198.419327771412740/909495655729280/?type=1&theater

الموضوعات المرتبطة

“إسرائيل الكبرى” بين الجغرافيا السياسية والأيديولوجيا

  إبراهيم علوش ربما تبدو مقولة "إسرائيل الكبرى" شطحة أيديولوجية تعتنقها قوى وشخصيات متطرفة تتموضع في أقصى يمين الحركة الصهيونية، وربما تبدو تلك المقولة نبتاً شيطانياً يرعاه أمثال "الحزب [...]

المنظومة الليبرالية في الغرب في مواجهة “أزمة غزة” داخلياً

  إبراهيم علوش – الميادين نت كان مهماً جداً الربط الذي أقامه المناضل جورج إبراهيم عبدالله، في حواره الخاص مع قناة الميادين في 3/8/2025، بين ظاهرة تصاعد الدعم الشعبي للقضية الفلسطينية، [...]

ماذا يريد الكيان الصهيوني في سورية؟

  إبراهيم علوش – الميادين نت من بين مئات الأميال المربعة الجديدة التي احتلها الكيان الصهيوني جنوبي سورية منذ 8/12/2024، يبرز عالياً جبل الشيخ، على وجه الخصوص، أو جبل حرمون بحسب اسمه الكنعاني [...]

هل كل من يناهض حكومة نتنياهو أو إحدى سياساتها مناهضٌ للصهيونية؟

  إبراهيم علوش – الميادين نت تحتكم سياسة الكيان الصهيوني، في علاقته مع المحيط الذي فُرِض عليه، إلى عاملين وجدانيين نقيضين، لكنْ متكاملين، لطالما حكما موقف أهل الغيتو من "الأغيار" خارجه. [...]

روسيا وإيران وغزة والخيوط الرفيعة بين الحقيقة والظلال

  إبراهيم علوش – الميادين نت في بيئة تتسم بالسيولة، وخصوصاً قابلية أجوائها للتحول سريعاً من تصاعد التوترات إلى عقد الاتفاقات، وبالعكس، كما في حالة وقف إطلاق النار في غزة مثلاً، أو [...]
2025 الصوت العربي الحر.