على هامش خطوة قيس سعيد في تحجيم نفوذ الإخونجة في تونس

July 27th 2021 | كتبها

  • المتحسسون من خطوة قيس سعيد في تحجيم نفوذ الإخونجة في تونس من منطلقات ليبرالية أو دستورية أو “ديموقراطية”، لماذا لم نرَ مثل هذا التحسس المرهف إزاء مركزة الصلاحيات التنفيذية بأيدي أردوغان في تركيا مثلاً؟

  • المتحسسون من خطوة قيس سعيد في تحجيم نفوذ الإخونجة في تونس من منطلق “الدعم الإماراتي” للخطوة، إن وجد، لماذا لم نرَ مثل هذا التحسس المرهف إزاء الدعم الإماراتي (والسعودي والقطري والأردني والناتوي) لـ”ثورة الجرذان” في ليبيا مثلاً، أو لغيرها من “الثورات الربيعية” في مرحلة ما؟

  • المتحسسون من خطوة قيس سعيد في تحجيم نفوذ الإخونجة في تونس من منطلق إدانة الحركات الانقلابية وما شابه، بغض النظر عن مستوى التأييد الجماهيري لها، كما كتب البعض، هل نفهم من ذلك أن أي حراك جماهيري مناهض للمؤسسات الرسمية، هو مدان من قبلكم، من “الربيع العربي” إلى غيره؟

  • المتحسسون من خطوة قيس سعيد في تحجيم نفوذ الإخونجة في تونس من منطلق إدانة “شق الصفوف”، كما كتب البعض، ألم تلاحظوا أن شق الصفوف ما برح يحدث حيثما وجد نفوذٌ للإخونجة؟

  • المتحسسون من خطوة قيس سعيد في تحجيم نفوذ الإخونجة في تونس خوفاً من أن تكون مقدمة للتطبيع مع العدو الصهـ.يو ني، لماذا لم نرَ مثل هذا التحسس المرهف خلال زيارات راشد الغنوشي المتكررة إلى معاهد اللوبي الصهـ.يو ني في واشنطن، أو مؤخراً عندما وقع حزب العدالة والتنمية الإخواني في المغرب معاهدة تطبيع مع العدو؟! إلخ…

  • الإخوة في محور المقاومة، مع المحبة والتقدير، ومن منطلق الحرص الشديد، كم نتمنى لو تكفون عن محاولة جعل الإخونجة ونظامي قطر وتركيا جزءاً من مشروع مناهضة الهيمنة الغربية والاحتلال الصهيوني، لأنهم ليسوا كذلك، فكلهم مطبع، وكلهم تاريخياً جزءٌ من مشروع الهيمنة الغربية على المنطقة، وكلهم غير مخلص لمحور المقاومة، كما ثبت في سورية وفي غيرها. وما يزالون جميعاً مطالبين بإدانة الحركات والنزعات التكفيرية، ولما يفعلوا بعد.

  • ليكن واضحاً أن لائحة القومي العربي سارت عكس التيار في إبداء الكثير من التحفظات على قيس سعيد وطريقة صعوده وازداوجية خطابه ومواقفه في بيانات رسمية وفي مجلة “طلقة تنوير”، كما في هذا الرابط، على سبيل المثال لا الحصر، تحت عنوان “انتخابات تونس 2019: نواقيس الخطر تقرع من جديد”:

    http://www.freearabvoice.org/?p=6140

  • وقد نبهنا مراراً إلى أن الخطاب الانتخابي المناهض للتطبيع لما يترجمْ إلى فعل ملموس بعد انتخاب قيس سعيد رئيساً، كما نبهنا إلى الكثير من المفاصل الأخرى، منها عدم إعادة العلاقات مع سورية، وما نزال عند هذا الموقف في تونس وفي كل قُطر عربي، فيما يغرق كثيرون في تفاصيل الشأن المحلي.

  • غير أن هذا كله لا يغير من حقيقة أن تحجيم نفوذ الإخونجة في تونس هو خطوة إيجابية في تونس وليبيا والمغرب العربي وشمال إفريقيا عموماً، وأنه يمثل، من منظور الأمن القومي العربي، ضرباً لرأس جسر لتمدد الغزو العثماني الجديد في تونس وليبيا، كمشروعٍ معادٍ للهوية العربية في الصميم.

  • مع الخطوة إذن في حدود أثرها في تحجيم نفوذ الإخونجة في تونس والمغرب العربي، وفي كون الإخوان حاضنة الحركات التكفيرية التاريخي، وفي كونهم أثبتوا استعدادهم مراراً وتكراراً لممارسة التطبيع والتبعية للغرب من أجل الوصول للسلطة والحفاظ عليها.

  • غير أن كل ذلك ينطلق من مقياس إدانة التطبيع والتبعية للغرب، بالمطلق، فالإطاحة بمحمد مرسي وحكم الإخونجة في مصر، على سبيل المثال لا الحصر، كان أمراً إيجابياً جداً لمصر والأمة العربية (ولسورية، ولمناهضة الإرهاب التكفيري ومشروع الفتنة الطائفية في الإقليم، إلخ…)، غير أن ذلك لا يغير قط من إدانتنا للتطبيع الذي يمارسه النظام المصري.

  • كذلك نؤيد هذه الخطوة تحديداً التي قام بها قيس سعيد، من دون منحه تأييداً خارج إطارها، مع التحفز لنرى إذا كان ثمن تثبيت الحكم سيكون الاندفاع نحو مسارات تطبيعية هي مدانة مسبقاً بالضرورة إن تمت، ونتمنى ألا تتم، ولكننا ندين التطبيع من حيثما أتى، سواءٌ كان قطرياً أم إماراتياً أم إخوانياً أم “يسارياً” إلخ… وما من شك في أن تطبيع النظام الإماراتي كان هو الأسوأ مؤخراً.

  • أما المتباكون على “الديموقراطية” والدستور، فما أتعس حواركم وأنتم تنضوون تحت راية الإخوان والتكفيريين، كأعداء للحداثة برمتها، مهما ادعوا دفاعاً عن الديموقراطية!

للمشاركة على فيسبوك:

https://www.facebook.com/permalink.php?story_fbid=4960553660628496&id=100000217333066

الموضوعات المرتبطة

تفكيك الهوية والجغرافيا في مصطلح “الشرق الأوسط” ومشتقاته

  إبراهيم علوش – الأسبوع الأدبي* نشأت مصطلحات الشرق الأدنى، والأوسط، والأقصى، في مطابخ الاستعمار البريطاني في القرن التاسع عشر في سياق الصراع الدولي آنذاك بين الإمبراطورية البريطانية [...]

استمرار الحرب يُدخِل الاقتصاد “الإسرائيلي” في دورة تآكل

    إبراهيم علوش – الميادين نت من انخفاضٍ معدلات نمو الاقتصاد، وارتفاعٍ العجز الحكومي والدين العام وتكاليف الحرب ذاتها، إلى شلل الشمال و"إيلات" اقتصادياً، إلى إفلاس آلاف الشركات [...]

تناقض ترامب مع مشروع العولمة هو ما دفع الدولة العميقة إلى السعي لتصفيته

الشأن الاقتصادي في ميزان الانتخابات الأمريكية المقبلة    إبراهيم علوش – الميادين نت 12/7/2024 تقول استطلاعات الرأي إن المسائل الاقتصادية تتبوأ مراتب أعلى في سلم اهتمامات الناخب العادي [...]

قراءة في خلفيات الانتخابات الأمريكية المقبلة وآلياتها

  إبراهيم علوش – الميادين نت يمثل تاريخ الـ 5 من تشرين الثاني / نوفمبر المقبل لحظةً مفصليةً للتيارات المتصارعة في إطار النظام السياسي الأمريكي، فهو التاريخ الذي يجري فيه انتخاب رئيس [...]

هل ستشتعل جبهة لبنان، وكم سينخرط الأمريكي فيها؟

  إبراهيم علوش – الميادين نت     أكدت الإدارة الأمريكية، مجدداً، لوفدٍ زائرٍ من كبار مسؤولي الكيان الصهيوني، بأنها مستعدة بالكامل لدعم حليفتها في حال اندلاع حرب شاملة على الجبهة [...]
2024 الصوت العربي الحر.