لقد اختارت المعارضة السورية طريق التخريب، والاعتداء على الجماهير طريقاً للوصول إلى السلطة. والمقصود هنا بالتحديد من يحمل السلاح ويقوم بالتفجيرات في سورية اليوم، ومن يبرر له ذلك أو يدعمه بأي شكل من الأشكال…
إن مثل هذا الخط لم نشهد له مثيلاً في الوطن العربي، إلا مرة واحدة حين لجأت المعارضة الفلسطينية للأسلوب عينه للنيل من قيادة الحج أمين الحسيني وحزبه المجلسي. وكانت المعارضة الفلسطينية على علاقة مع الإنكليز والصهاينة أيضاً. وقاد هذا الأسلوب في فلسطين إلى إجهاض ثورة ال36 فقط، ولم يسقط قيادة الحج أمين الحسيني.
وهذا الأسلوب الذي انتهجته “المعارضة السورية” أسلوب تخريبي لا يقود إلى إسقاط نظام الحكم، بل يقود إلى حشد الجماهير المسالمة والمظلومة وراءه.
إن هذا النهج الهمجي أخاف الناس كثيراً وقاد إلى تعزيز مواقف النظام ومصداقيته بينهم، لأن الناس لا تُكتسب بالعنف والتخريب وانتهاك الأعراض.
كما أن خط ما يسمى “المعارضة السورية” يقود حتماً إلى مواقف دولية مساندة للنظام أو إلى تعزيز الموقف الدولي للنظام، كما يقود إلى تعبئة الجماهير ضد المعارضة، وهو ما يظهر في المهرجانات الجماهيرية والمقابلات مع مئات الناس في وسائل الإعلام البعيدة عن تأثير البترودولار والغرب.
وهذا يعني أن التخطيط الخارجي الذي يستهدف إسقاط النظام في سورية، والإتيان بنظام بديل تابع ورجعي، تخطيط يستهدف تدمير الدولة السورية والمجتمع السوري الذي يأكل مما يزرع، ويلبس مما يصنع. وقد بات من الواضح أن “المعارضة السورية” تهدف للتخريب أولاً وأساساً، ولا تستهدف وضع أسس لتقدم سورية، بل تستهدف تخريب عوامل التقدم القائمة. إن برنامج ما يسمى “المعارضة” يستهدف بناء نظام جديد في سورية أقرب للنظام السعودي، لا التقدم بسورية، وبناء سورية جديدة على أسس أرقى وأكثر ديموقراطية.
هذا الموضوع كتب بتاريخ Tuesday, May 1st, 2012 الساعة 6:49 am في تصنيف مقالات سياسية واقتصادية. تستطيع الاشتراك لمتابعة الموضوع من خلال RSS 2.0 تغذية الموقع.
كما يمكنك اضافة رد, او تعقيب من موقعك.
إبراهيم علوش – الميادين نت
كان مهماً جداً الربط الذي أقامه المناضل جورج إبراهيم عبدالله، في حواره الخاص مع قناة الميادين في 3/8/2025، بين ظاهرة تصاعد الدعم الشعبي للقضية الفلسطينية، [...]
إبراهيم علوش – الميادين نت
من بين مئات الأميال المربعة الجديدة التي احتلها الكيان الصهيوني جنوبي سورية منذ 8/12/2024، يبرز عالياً جبل الشيخ، على وجه الخصوص، أو جبل حرمون بحسب اسمه الكنعاني [...]
إبراهيم علوش – الميادين نت
تحتكم سياسة الكيان الصهيوني، في علاقته مع المحيط الذي فُرِض عليه، إلى عاملين وجدانيين نقيضين، لكنْ متكاملين، لطالما حكما موقف أهل الغيتو من "الأغيار" خارجه. [...]
إبراهيم علوش – الميادين نت
في بيئة تتسم بالسيولة، وخصوصاً قابلية أجوائها للتحول سريعاً من تصاعد التوترات إلى عقد الاتفاقات، وبالعكس، كما في حالة وقف إطلاق النار في غزة مثلاً، أو [...]
إبراهيم علوش – الميادين نت
يقف الطرف الأمريكي-الصهيوني هذه الأيام حائراً أمام معضلة كبيرة: إذا كان محور المقاومة قد سُحِق فعلاً، وصولاً إلى إيران الشهر الفائت، كما يزعم ترامب [...]