فالإرهابيون الكبار سلموكِ للإرهابيين الصغار.
بشكلٍ أو بأخر، يقف إرهابيو الأليزيه وراء إرهابيي عين أميناس… والاستعمار الأوروبي يا جزائر يتكلم عن غيركِ وعينه عليكِ. وهو لم ينسَ أطماعه القديمة والجديدة، إذ يتسلل من حولك، ويحيط بكِ، بزعم “محاربة الإرهاب”… إرهابٌ ما كان له أن يتفاقم هكذا في مالي، قرب حدودك وداخلها، لولا المدد الكبير الذي قدمه له الاستعمار الأوروبي في ليبيا وفي غيرها، وفي الجزائر نفسها، ولولا السلاح والحواضن التي أوجدها له ذلك الاستعمار في ليبيا.
أرادوا لك أن تتورطي في مالي في نزاع كان سيمتد بالضرورة إلى داخل الجزائر، فأدركتِ اللعبة… وحاولوا أن يظهروكِ بمظهر من يرفض التعاون في “محاربة الإرهاب”، فأجهضتِ اللعبة، دون تساومي على سيادتك… فجاء الهجوم على مصنع الغاز، ليكشف اللعبة: النفظ والغاز، وأنتِ، وبقية أخوتنا في المغرب العربي وإفريقيا. كلكم في عيوننا، وكل شرفاء الأمة معكِ الآن في وجه كلا الإرهابين: الخارجي الكامن، والداخلي والإقليمي الكائن والمدعوم خارجياً… والرابط بينهما بات الآن أكثر وضوحاً.
وفي الوقت الذي بدأ فيه إستراتيجيو حلف الناتو في بروكسل يستوعبون بألمٍ زاحف دنو الفشل الماثل أمام أعينهم في سورية، وتباطؤ مشروع التفجير الطائفي غربي العراق، فإنكِ الآن، بعد سورية، على قائمته الدموية على ما يبدو، بل قبل أن تنتهي معركة سورية، على أمل أن يغطي “نجاحهم” في المغرب العربي، على فشلهم في مشرقه… لكن هيهات! فالفجر الذي كشف حقيقة “الربيع العربي” في المشرق، لن تغيب شمسه في المغرب هذه المرة، بل ستسطع أكثر. وعندما تبدأ المعركة، سنردد معكِ ما يردده الجزائريون في نشيدهم كل يوم:
يا فرنسا إن ذا يوم الحساب
فاستعدي وخذي منا الجواب
…
نحن من أبطالنا ندفع جندا
وعلى أشلائنا نصنع مجدا
وعلى أرواحنا نصعد خلدا
وعلى هاماتنا نرفع بندا
…
وعقدنا العزم أن تحيا الجزائر
فاشهدوا… فاشهدوا… فاشهدوا
إبراهيم علوش
للمشاركة على الفيسبوك:
http://www.facebook.com/photo.php?fbid=592930537390852&set=a.306925965991312.96654.100000217333066&type=1