من السابق لأوانه بكثير أن يحكم المرء بشكل قطعي على النزعات الحقيقية للرئيس عبد الفتاح السيسي… إنما يمكن أن نقول أن حفل تنصيبه شكل يوماً أسود للمثلث القطري-التركي-الإخواني في الإقليم… ويمكن أن نقرأ من مستوى التمثيل الدبلوماسي مدى رضى الدول المشاركة في حفل التنصيب عما يجري في مصر، ونلاحظ هنا انخفاض مستوى التمثيل الدبلوماسي الإمريكي والأوروبي وإثارة الغبار حول مسألة “حقوق الإنسان”… وهذا الامتعاض الغربي يأتي مترافقاً مع تعاطف الغرب وبكائه على أطلال مرسي والإخونجة… بالمقابل، نلاحظ بقلق ارتفاع مستوى التمثيل الدبلوماسي الخليجي (ما عدا القطري، ولسببٍ أخر، العماني…) وهو ما يشكل الحاجز الأخير أمام انتقال مصر إلى دائرة البريكس… وهو أيضاً ما يفسر استبعاد سورية من حفل التنصيب إلى جانب استبعاد قطر وتركيا والكيان الصهيوني… وهو ما يمثل 3 موجب وواحد سالب بالنسبة لنا كمناهضين للإمبريالية والصهيونية في الوطن العربي… ويُضاف إلى ذلك دعوة إيران للمشاركة وتجاوبها بإرسال مسؤول رفيع في وزارة الخارجية الإيرانية (عبده اللهيان)… أخيراً، يمثل استبعاد الكيان الصهيوني من حفل التنصيب، الذي طلب رسمياً المشاركة فيه، أهمية أكبر بكثير من تقبل التهاني الهاتفية أو المكتوبة من بيريز ونتنياهو… ويبقى كل ما سبق مجرد مؤشرات… فالعبرة هي عودة مصر لعروبتها وشطب كامب ديفيد والسفارة الصهيونية في القاهرة… وهو وحده ما يقطع الشك باليقين حقاً… ونبقى بالانتظار.
إبراهيم علوش
للمشاركة على الفيسبوك:
https://www.facebook.com/permalink.php?story_fbid=891723784178191&id=100000217333066